«نفس الشموس بتدوس على روسنا.. نفس التراب يحضن خطاوينا.. طب ليه بنجرى ونهرى فى نفوسنا وليه نعيش ناكل فى بعضينا؟!».
هذا هو مخلص المعنى الذى يحاول السيناريست الكبير أسامة أنور عكاشة العمل عليه فى كل أعماله الفنية الكبيرة التى وضعت أسس الكتابة الدرامية العربية، وساهمت أعماله فى الإعلاء من شأن العديد من النجوم والمخرجين أيضا، والذين أكدوه فى تصريحاتهم لـ«اليوم السابع» ومنهم يحيى الفخرانى وهشام سليم، أن عملهم مع عكاشة كان بمثابة الحلم لهم، ومنهم سميحة أيوب وإلهام شاهين.
شغله كثيرا فساد أصحاب الملايين، والتغيرات التى تطرأ على المجتمع، وحاول التصدى فى أعماله لمظاهر الفساد والغش سواء فى الطبقات الغنية أو الفقيرة، وأصبح مسيطرا على حياتنا خصوصا مع ارتدائه أقنعة مزيفة، وتوقع بأن القادم أسوأ إذا لم نتصد له، وهو ما عبر عنه فى العديد من مسلسلاته ومنها «أرابيسك» بطوله الفنان صلاح السعدنى، وصاغ تتر البداية الشاعر سيد حجاب قائلا «الغش طرطش رش ع الوش بوية.. ما درتش مين بلياتشو أو مين رزين.. شاب الزمان وشقيت.. مش شكل أبويا»، فالفساد الذى يعترى المجتمع ويجرد شعبه من مبادئه الأصيلة التى تربى عليها شغل دائما تفكير أسامة أنور عكاشة، حتى أن صديقه الكاتب يسرى الجندى أكد لـ«اليوم السابع» تخوفه من أن يكون مرض أسامة بسبب الفساد الدرامى الذى نشهده حاليا.
أعمال أسامة أنور عكاشة تبقى دائما فى الذاكرة، فهى تتغلل بداخل الشعب المصرى والحارة المصرية، ومنها رائعته «ليالى الحليمة» التى قدم 5 أجزاء منها بدون ملل من الجمهور، بل إن بطل العمل، صلاح السعدنى، التصق به اسم «العمدة» بعد ذلك المسلسل الذى حقق نجاحا كبيرا، ويتذكر الجمهور العديد من المشاهد والجمل الحوارية التى تميز هذا العمل، وأيضا تتر البداية المميز الذى تعبر كلماته عن مشاعر الحزن والشحن التى يشعر بها المصريون، وكانت دائما تشغل بال أسامة أنور عكاشة حيث يقول مطلع التتر الذى كتبه سيد حجاب أيضا: «ومنين بيجى الشجن.. من اختلاف الزمن، ومنين بيجى الهوى.. من ائتلاف الهوى، ومنين بيجى السواد.. من الطمع والعناد، ومنين بيجى الرضا..من الإيمان بالقضا.. وما تسرسبيش يا سنينا من بين إيدينا وماتنتهيش ده احنا يا دوب ابتدينا».
يحيى الفخرانى: أسامة وش السعد علىّ وسبب شهرتى
قال: الفخرانى أسامة هو أقرب صديق لى فى الوسط الفنى، فهو بالنسبة لى ليس مجرد مؤلف فحسب ولكنه أخ بمعنى الكلمة، فقد جمعتنا صداقة امتدت لأكثر من 25 عاما بدأت مع مسلسل «ليالى الحلمية» الذى اعتبره وش السعد علىّ، فقد كان سبب شهرتى ونجاحى، إضافة إلى أنه خلق علاقة وطيدة بينى وبين الجمهور، ثم توالت أعمالى مع عكاشة حيث قدمت معه مسلسل «لما التعلب فات» وهو من أقرب الأعمال إلى قلبى، لأنه يجمع بين البساطة والعمق فى المضمون المقدم للمشاهد، ونادراً ما يستطيع المؤلفون الجمع بين تلك القيمتين معاً، ثم قدمنا معاً مسلسل «زيزينا» ورغم أن عرض الجزء الأول منه كان متزامناً مع مسلسلى الآخر «أوبرا عايدة» خلال شهر رمضان فإن «زيزينا» حصد نسبة المشاهدة الأعلى من الجمهور الذى ينتظر أعمالى أنا وعكاشة معاً، وكثيراً ما اتهم البعض أسامة أنور عكاشة بأنه يكتب لى خصيصاً نظراً للأعمال المتعددة التى جمعتنا معاً، ولكن رغم صداقتنا الطويلة فإن عكاشة لم يفصّل لى أدواراً مخصوصة، فقد كان يكتب العمل وإذا وجدنى مناسبا يرشحنى على الفور. وإذا أردتم أن نتحدث عن عكاشة فمن الأفضل أن نترك أعماله تتحدث عنه.
سميحة أيوب: حلمت بالعمل معه حتى قدمت «المشربية» و«المصراوية»
«كثيراً ما حلمت بالعمل مع أسامة أنور عكاشة نظراً لإعجابى الشديد بكتابته» هكذا بدأت الفنانة سميحة أيوب حديثها عن الكاتب أسامة أنور عكاشة، مشيرة إلى تقديرها الكبير لقيمة هذا الكاتب، وأنها كانت تحلم بأن تعمل معه فى مسلسلاته، إلى أن كلل هذا الحلم بمسلسل «المشربية» الذى حققت من خلاله نجاحاً كبيراً.
وأضافت سيدة المسرح العربى: ظللت لأعوام عديدة بعد مسلسل «المشربية» أنتظر عودتى للعمل مع عكاشة من جديد، حتى فوجئت باتصال هاتفى منه يطلب منى فيه العمل معه فى مسرحيته «الناس اللى فى التالت» فطلبت منه أن يرسل لى الورق، وبعد أن قرأته اتصلت به فرد على قائلاً: مين اللى بيتكلم؟ فأجبته: أنا وداد، وهو اسم الشخصية الموجودة فى المسرحية، فضحك وقال لى: بس يبقى إنتى وافقتى على الدور، وبالفعل كانت مسرحية «الناس اللى فى التالت» من أهم الأعمال المسرحية التى قدمتها خلال السنوات الماضية، ثم جاء عرض «فى عز الظهر» والذى حقق نجاحا كبيراً مع الجمهور.
وبعد غياب 20 عاماً عن العمل معه فى الدراما التليفزيونية فوجئت به يتصل بى ويطلب منى العمل معه فى مسلسل «المصراوية»، وهو أسامة أنور عكاشة كتابته لها مذاق خاص.
سيد حجاب: رحل رفيق العمر لكن أعماله سترافق الأجيال
أعرب الشاعر سيد حجاب عن حزنه الشديد لفقدان الكاتب أسامة أنور عكاشة، حيث صرح لـ»اليوم السابع« بأنه افتقد كثيرا رفيق العمر والمشوار الطويل، الذى عرفه عندما كان طالبا فى كلية الآداب، وكان حينها كاتبا للقصة وشاركه منذ باكورة أعماله الأدبية، واستمر معه حتى آخر أعماله وهو مسلسل «المصراوية. وأضاف قائلا: رغم أننى عملت مع العديد من المؤلفين والكتاب الكبار إلا أن أعمال عكاشة كان لها مذاق خاص يختلف عن أى عمل درامى آخر، حيث إن أعماله كانت تتمتع بحميمية شديدة تدخل قلب المشاهد والمواطن المصرى، فكان دائما قريبا من الناس البسيطة التى تتمتع بشهامة وجدعنة ولاد البلد، ولا يخشى أن يظهر عيوب ومساوئ حقبة تاريخية هامة. أسامة أنور عكاشة سنفتقده جميعا فى معارك النهضة المقبلة، فنحن الآن على معترك هام من تاريخنا المعاصر، وكان أسامة من أوائل مؤسسى النهضة الأدبية فى مصر والوطن العربى، وأحد الملتزمين بحلم الشعب المصرى فى التقدم والحرية، وسنفتقد كل إبداعاته التى كنا نحلم بأن تثرى الدراما المصرية أكثر وأكثر. ولكن ستظل أعماله حية وسترافقنا فى مشوارنا للنهاية وترافق الأجيال المقبلة لتؤرخ لهم تاريخ مصر الحديث وتعرفهم ماذا كان يحدث فى البلد فى هذه الحقبة الهامة، وستساعدهم أعماله فى تأسيس حضارة إنسانية.
إسماعيل عبدالحافظ: قلََبنا معا تاريخ الدراما.. ولا أصدق أنه رحل
«رفيقى فى النجاح» هكذا وصف المخرج إسماعيل عبدالحافظ علاقته بالكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، وبصوت حزين
قال إسماعيل جمعتنى أسامة رحلة نجاحهما، والتى بدأت بـ«الشهد والدموع» والتى أحدثت انقلابا فى تاريخ الدراما لتناولها جوانب سياسية كثيرة، و«ليالى الحلمية» و«امرأة من زمن الحب» و«أهالينا» و«عفاريت السيالة» و«المصراوية»، وليس فقط أسامة رفيقى فى النجاح ولكنه ابن محافظتى كفر الشيخ وشكلنا سويا ثنائيا ناجحا.
وأضاف أن جميع الأعمال التى تعاون فيها مع عكاشة كُتب لها نجاح كبير، وأرجع عبدالحافظ هذا النجاح إلى عكاشة، واعتبره أنه يكمله دائما، كما أن عكاشة له رؤية خاصة تعطى لأعماله بصمة لا توجد فى الأعمال الأخرى.
وأكد إسماعيل أنه منذ بداية عمله مع أسامة وهو يعلم أنه يتعاون مع كاتب مختلف لذلك تكون أعمالهما سويا مختلفة.
كما تذكر إسماعيل الكثير من الذكريات التى جمعتهم سويا، وقال إنهم تقريبا كانوا يعيشون فى منزل واحد وهو منزل عكاشة، لذلك لا يستطيع أن يصف علاقته بعكاشة فى كلمات أو حتى جمل.
وقال عبدالحافظ: أتذكر أيضا من المواقف التى جمعتنى بأسامة فى بداياتنا عندما واجه الجزء الثانى من مسلسل «الشهد والدموع» الكثير من العقبات والأزمات التى ربما كانت ستؤدى لعدم ظهوره، منها تخلى المنتج عن المسلسل واعتراض الرقابة، نظرا للجانب السياسى الذى يحمله المسلسل، ومن كثرة الأزمات كدت أن أتراجع عن تنفيذ الجزء الثانى، ولكن دائما كان أسامة يدب فىّ شعور التفاؤل، ودائما كان يقول لى إن الجزء الثانى سينفذ وسينجح.
صلاح السعدنى: فقدت الشقيق والصديق ورفيق الدرب
لم يستطع صلاح السعدنى عندما سمع خبر وفاة أسامة أنور عكاشة أن يتمالك نفسه من البكاء، ولم يكن يصدق الخبر حتى ذهب إلى الجنازة، حيث انخرط فى بكاء شديد، وقال السعدنى: كيف أتحدث عن رفيق العمر الذى جمعنى به مشوار طويل من الثقافة والأفكار المتقاربة سياسيا واجتماعيا، وأكد السعدنى أنه فقد الأيام القليلة الماضية الأب والشقيق محمود السعدنى، والزميل القدير عبدالله فرغلى، وأخيرا رفيق الدرب أسامة أنور عكاشة.
وقال إن عكاشة يعد أحد أبرز المؤلفين تعمقا داخل الشخصية المصرية، وشاركت فى بطولة العديد من أعماله التى كتبها ومنها «ليالى الحلمية» و«أرابيسك»، وغيرها وتعد من أبرز الأعمال التى قدمتها فى مشوارى الفنى.
ولا ينسى السعدنى شخصية «حسن أرابيسك» التى قدمها فى مسلسل «أرابيسك» عام 1992 وكيف نجح ذلك الدور نجاحا كبيرا، وأيضا شخصية «العمدة سليمان» التى قدمها فى الأجزاء الخمسة من مسلسل «ليالى الحلمية» وعاش معها الجمهور كثيرا، وبسببها أطلق عليه فى الوسط الفنى لقب «العمدة» وهو أحب الألقاب إلى قلبه، ودعا السعدنى بأن يغفر الله لأسامة أنور عكاشة ويدخله فسيح جناته.
هشام سليم: عندما يتصل ليعرض علىّ دورا «بـاغمض عينى»
أسامة ليس مجرد كاتب سيناريو عادى، ولكنه جزء من تاريخ الدراما المصرية، ولا يستطيع أحد أن ينكر دوره فى الدراما، والذى ساهم فيها بعدد كبير من الأعمال التى ترجم فيها الواقع الذى نعيشه: تعاملت مع أستاذى أسامة أنور عكاشة فى أكثر من عمل بداية من «ليالى الحلمية» التى حققت نجاحا كبيرا ونقلة فى تاريخ الدراما وأيضا «الراية البيضا» و«أرابيسك» وأخيرا وأتمنى أن يكون ليس آخرا مسلسل «المصراوية» الجزء الأول» وقال هشام: المفارقة أنه فى جميع هذه الأعمال كان أسامة هو الذى يرشحنى وليس المخرج أو الشركة المنتجة، وكنت أشعر دائما أنه أثناء كتابته لسيناريو مسلسل من المسلسلات التى تعاونت معه فيها كأنه يكتبه لى، بمعنى أنه فى بداية كتابة السيناريو يكون على يقين أن هشام سليم هو الذى سيلعب هذا الدور.
حتى أننى أصبحت أوافق على سيناريو مسلسلاته دون حتى أن أقرأها، فعندما يعرض على أى دور لا أفكر كثيرا «يعنى بشتغل مع أستاذ أسامة والذى ساهم أيضا فى كتابة كلمة «نجم» قبل اسم العديد من الفنانين الذين تعاون معهم وأنا منهم. أما عن ذكرياته مع الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة قال سليم «ياااه أسامة بيعطى روحا جميلة وطعما مختلفا فى جلساته معنا أثناء التصوير حتى أننى كنت «بزعل» عندما أعلم أنه لم يحضر التصوير فى يوم.
إلهام شاهين: أتحدى أى مؤلف يعمل مسلسل زى «ليالى الحلمية»
«أتحدى أى مؤلف مصرى يستطيع أن يقدم مسلسلا كـ«ليالى الحلمية» مكونا من 200 حلقة، إلا أسامة أنور عكاشة» هكذا بدأت الفنانة إلهام شاهين حديثها عن أسامة أنور عكاشة، مشيرة إلى أنه الكاتب العربى الوحيد الذى استطاع أن يحقق نجاحاً ملحوظاً فى دراما الأجزاء.
وأضافت إلهام: أكبر دليل على نجاح عكاشة مسلسل «ليالى الحلمية»، الذى استطاع من خلاله أن يجذب الجمهور لمشاهدته على مدار أعوام طويلة، فهو الوحيد الذى نجح فى تقديم مسلسل أكثر من 200 حلقة، والذى يعتبره البعض إنجازا فى الوقت الحالى ومتفوقا على الأتراك الذين غزوا الدراما المصرية مدعين أنهم أصحاب الفضل فى تقديم دراما الأجزاء، بالرغم أن كاتبنا الكبير أسامة أنور عكاشة سبقهم فى هذا الأمر منذ أكثر من 25 عاما.
وقالت إلهام إن عكاشة ليس مجرد كاتب عادى فهو قيمة فنية وتاريخية استطاع أن يقدم أعماله بناء على فكر ووعى وفهم لمتطلبات المجتمع المصرى وما يشغله من قضايا تؤرقه، والدليل ما قدمه فى ليالى الحلمية التى أقولها صراحة إننى أتحدى أى كاتب يستطيع أن يكتب حلقة واحدة من حلقاتها.
لمعلوماتك...
◄ولد عام 1941 فى مدينة طنطا- محافظة الغربية، وحصل على ليسانس الآداب قسم الدراسات النفسية والاجتماعية من جامعة عين شمس 1962، وشغل العديد من الوظائف المختلفة، حيث عمل مدرسا بالتربية والتعليم عامى 1963 و1964، وعضوا فنيا بالعلاقات العامة بديوان محافظة كفر الشيخ فى الفترة من 1964 حتى 1966، وأيضا أخصائيا اجتماعيا بجامعة الأزهر لمدة 16 عاما خلال 1966-1982.
◄الشهد والدموع
إخراج : إسماعيل عبد الحافظ
إنتاج: 1984
بطولة: يوسف شعبان وعفاف شعيب ونسرين وخالد زكى
◄الراية البيضا
إخراج : محمد فاضل
إنتاج: 1988
بطولة: جميل راتب وسناء جميل وهشام سليم وسمية الألفى
◄ضمير أبلة حكمت
إخراج : إنعام محمد على
إنتاج: 1991
بطولة: فاتن حمامة وأحمد مظهر
◄ليالى الحلمية
إخراج: إسماعيل عبد الحافظ
إنتاج: 1987-/ 1991
بطولة: يحيى الفخرانى وصلاح السعدنى