يتساءل الكثير الآن عن مشروعية الذكر -ذكر الله- وهذا شىء لم يكن يثار من قبل، ولكن أهل الجدل وأهل خالف تعرف وأهل نحن نعلم وهم لا يعلمون، يشككون فى الذكر ومشروعيته. رب العزة سبحانه وتعالى يذكر من ذكره، ومن ذكره فى نفسه ذكره الله فى نفسه، ومن ذكره فى ملأ ذكره الله فى ملأ خير منه، فلننظر إلى مستويات الذكر، أولا ذكر علنى، ولكنه على المستوى الفردى، وذكر نفسى دون إعلان، وذكر فى جمع. وكل أنواع الذكر تأخذ أوضاعا مختلفة حركيا فهى بين الجلوس والقيام والاستلقاء، وقد قال العزيز الكريم الرحمن الرحيم «الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم».. وكل هذه الأوضاع لها حركة مختلفة يرضى عنها الله سبحانه وتعالى ويتم خلالها الذكر المقدس للذات المقدسة، ويثاب العبد عليها وينال القرب بها من الله، ومن البديهى أن الحركات تتنوع فى كل وضع، فحركة الإنسان منفردا غير حركته فى ملأ، كما أن الحركة ونغمة الصوت ودرجة قوته تتنوع باللفظ المذكور.
وتتغير الحركة أيضا بدرجة الانفعال القلبى والروحى، ولا يوجد ذكر دون حركة إلا فى حالات كبت الحركة عمدا.. لو طلبنا من إنسان يدعو ربه فإنه سيرفع يديه إلى السماء ومع ازدياد العاطفة فى المناجاة سيهتز البدن والرأس وسيعلو الصوت.
إن الله يثيب صاحب العين التى فاضت بالدمع من خشية الله فى أثناء التواجد أفلا يثيب ذلك البدن الذى اهتز شوقا وحبا فى رب الأكوان سبحانه وتعالى. لقد قال الله: «ولذكر الله أكبر»، لأنه صلاة بالقلب واللسان وبالبدن وبالعقل. كل العبد يصلى, لقد قال رب العزة العليم الكبير واصفا أهل الذكر فى الحديث القدسى «إنه لا يشقى جليسهم» فماذا عن ثواب أهل الذكر ذاتهم إذا كان جليسهم فقط لا يشقى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله سيارة من الملائكة إذا مروا بحلق الذكر قال بعضهم لبعض اقعدوا فإذا دعا القوم أمنوا على دعائهم، فإذا صلوا على النبى صلوا معهم، حتى يفرغوا، ثم يقول بعضهم لبعض: طوبى لهؤلاء يرجعون مغفورا لهم».
نقطة نظام
مفتى الديار المصرية الشيخ الدكتور على جمعة يستحق منا كل خير وثناء فهو صاحب منطق وصاحب قلب كبير وضمير حى، لقد انبرى مدافعا عن بعض أئمة المتصوفة فى صلاة الجمعة قبل الماضية، لقد مس قلوب المصلين معه فى الجامع وبنفس القدر مس قلوب كل من سمعه فى المنازل، لقد اتصل بى بعض الأصدقاء من خارج مصر الطيبة يمتدحون خطبة المفتى المبجل ويقولون ليت هناك فقهاء بنفس قامته.. لو كان لتغير الحال عندنا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة