أتمنى ألا يفقد المثقفون حماسهم فى التضامن مع الناقد الكبير دكتور جابر عصفور فى الدعوى التى أقامها ضد يحيى إسماعيل حبلوش، الذى أصدر بيانا تضمن سبا وقذفا وطعنا فى الدين، فالمشكلة أننا نثور ثورة عارمة، ثم نهدأ وفى الأغلب الأعم ننسى. فهذه المرة تجاوز هذا الرجل المتطرف كل الحدود سواء فيما يتعلق بالألفاظ أو أن يستبيح لنفسه تكفير مخالفيه، ناهيك عن استخدامه لاسم جليل دون وجه حق هو الأزهر، فجبهة علماء الأزهر صدر حكم قضائى نهائى بحلها، ولم يتبق منها سوى شخص واحد مقيم فى الكويت هو حبلوش، ويرسل بياناته من هناك.
وأظن أن اتحاد الكتاب هو المسئول الأول عن صنع آليات للمتابعة القانونية وغير القانونية فى مثل هذه القضايا الخطيرة، ولا يجوز أن يتراخى فى ذلك حتى الآن، ولا يجوز من الكاتب محمد سلماوى رئيس الاتحاد أن يكتفى بالقول إن عصفور لم يطلب ذلك، بل على الاتحاد المبادرة ، فهذا هو دوره.
كما أن الدكتور أحمد الطيب مطالب بأن يتخذ موقفا من الاستخدام السيئ لاسم الأزهر الشريف، الذى يتولى مسئوليته، فما فعله حبلوش يتعدى السب والقذف إلى التكفير ، ومن بعده بالضرورة التحريض على القتل، ولا أظن أن الدكتور الطيب بسعة أفقه وتنوره يمكن أن يقبل ذلك. فهذه الجمعية كفرت ومعها آخرون دكتور فرج فودة وهو ما أدى لقتله،، هى التى سبت من قبل الدكتور محمد السيد طنطاوى شيخ الأزهر، رحمه الله، وحكم القضاء بحلها.
فالأمر لا يخص الدكتور عصفور وحده، ولكنه يخص البلد كله، والذى يريد بعض المتطرفين اختطافه، بل ويريدون اختطاف الدين نفسه، بأن يعينوا أنفسهم متحدثين باسم الله جل علاه، يكفرون عصفور ويسبون الدولة المصرية، ويمدحون دولة الكويت وأمراءها كما فعل حبلوش.
إن ما ينقصنا ليس صدق المواقف ، لكن ما ينقصنا هو أن نتعلم الدأب من المتطرفين، حتى نخلص البلد وديننا العظيم منهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة