سعيد الشحات

فشل الناصرى فى احتواء كوادره (2)

السبت، 10 يوليو 2010 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحدثت بالأمس عن الحزب الناصرى وأزماته والتى تفجرت مع قبول أمينه العام أحمد حسن التعيين فى مجلس الشورى، وأستكمل..

فشل الحزب فى أن يحتوى كل كوادره، وتلك مسئولية قياداته بالدرجة الأولى، وقد يرى البعض أن المسئولية مشتركة وأن الأطراف التى تركت الحزب لم يكن لها أن تفعل ذلك، لكن هذا المنطق مردود عليه بأنه لو كانت هناك ممارسة ديمقراطية سليمة فى الحزب لما حل الخراب فيه، ماذا كان سيضير الحزب فى مؤتمره العام الأول لو تم الأخذ برأى قطاع كبير من أعضائه باختيار حمدين صباحى أمينا عاما له؟، ما الفائدة التى عادت مثلا من حشد ضياء الدين داود والذين معه لإسقاط كمال أبو عيطة، وإنجاح أحمد حسن فى أمانة الشباب، لماذا حدث تهميش مفاجئ أشبه بالطرد لقيادات مثل الدكتور صلاح الدسوقى وعلى عبد الحميد، هناك عشرات من الأسماء الأخرى التى خرجت إما بالإبعاد أو بالاستقالة.

ولكل من شاهد وشارك هذه الفترة أظن أنه وبشكل موضوعى لو أعاد تفسير الأحداث سيتوصل إلى أن هناك سيناريو كان مرسوما للمضى قدما فى هذا الخراب، سيناريو يقوم على أن تتعاظم المشاكل التى تدفع كوادر بعينها إلى الخروج من الحزب فى مقابل استمرار القيادات التى وصفها أحمد الجمال بـ"أنصاف القادة"، و"أنصاف الموهوبين"، وأذكر فى ذلك قصة طريفة وقعت تقريبا فى عام 1994، وكانت فى ندوة لأعضاء الحزب فى محافظة الشرقية، استضافوا فيها حمدين صباحى، والدكتور حسام عيسى، باعتبار أن صباحى كان وقتها على رأس الفريق الأكثر معارضة لقيادة الحزب، أما حسام عيسى فكان من فريق "سلطة" الحزب، وقرر أعضاء الشرقية أن تحدث مناظرة بين الاثنين، وأذكر أن حمدين قال فى المناظرة أن قيادة الحزب تفتقد إلى الخيال، وقامت الدنيا ولم تقعد عند ضياء الدين داود ومن معه على هذا الرأى، ووصل الأمر بضياء حسب ما سمعت منه إلى القول بأنه يقوم بتشغيل الشريط الذى يحتوى على هذه الكلمات فى كاسيت السيارة ليستمع إليها من يكون بجواره، المفارقة أن هذا النقد الذى قيل من نحو 15 عاما لم يتم التعامل معه بجدية الرغبة فى البناء، وإنما جرى استثماره للمضى قدما فى تفريغ الحزب من كوادره حتى تبقى ساحته جاهزة لأنصاف الموهوبين كما قال الجمال.

وحين نتأمل هذه القصة الآن سنكتشف منها، كيف كانت قيادة تقوم الحزب بشحن الأعضاء ضد بعضهم البعض، حتى لو كان السبب رأيا سياسيا، والغريب أنه بعد ذلك بسنوات لم يتم الانتفاضة مثلا ضد النائب حيدر بغدادى حين كان نائبا عن الحزب، وقبل أن يذهب إلى الحزب الوطنى، وتحدث علانية عن موافقته على كامب ديفيد التى يرفضها الحزب.

وخلاصة ما سبق أننا أصبحنا أمام حزب صغير، فى حين أن هناك تيارا ناصريا كبيرا، والدليل أنه من السهل أن تعثر على عشرات الأسماء الناصرية من رموز المجتمع فى الفكر والفن والسياسة ومجالات أخرى، لكنك لن تجدها فى الحزب أو كانت فيه ثم خرجت منه، مما أكد أن الحزب لم يعد جامعا للناصريين بل طاردا لهم.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة