ظهرت نتيجة امتحان الثانوية العامة التى أصبحت بفعل البيروقراطية بعبع البيوت فى مصر، وكالعادة الناجح يرفع إيده ويحلم بالمستقبل الوردى إلى حين، بينما يجلس غير الموفق ويده على خده يندب حظه.
الذين يجلسون ويضعون أيديهم على خدودهم ويندبون حظهم كثيرون هذا العام، فنسبة النجاح فى المرحلة الأولى بلغت 72.3% فقط، أما نسبة نجاح طلاب المرحلة الثانية "سنة الفراغ" فبلغت 50.5% فقط، وبذلك تكون نتيجة العام الحالى الأسوأ بين نتائج الثانوية العامة على مدى السنوات العشر الماضية.
ما أدهشنى حقيقة فى نتيجة الثانوية العامة هذا العام تصريحات بعض المتفوقين الذين حصلوا على المراكز الأولى على مستوى الجمهورية، إيمان مصطفى أحمد منصور الأولى بالقسم الأدبى بالمنيا قالت: "إن التعليم فى مدارس المحافظة رحلة عذاب لجميع الطلاب"، وسماح مصطفى عبد العظيم محمد، الأولى على القسم العلمى علوم، قالت: "إنها تحلم بالتعليم فى الخارج لأنه أفضل، وأنها تنوى الالتحاق بـ "تعليم عالٍ" بعيدا عن مصر".
أما عمر جمال محمد عبد الله، الأول على مستوى الجمهورية شعبة علمى رياضة، فقد تأسس تعليميا فى كندا بعيدا عن مدارس الوزارة أصلا، لا مجموعات تقوية ولا فصول مكدسة ولا رعب اسمه الثانوية، فأسرته التى يحمل أفرادها الجنسية الكندية باستطاعتهم الانتقال والعيش هناك، واستكمال دراسة الأبناء فى فلك آخر غير مدارسنا الميرى وألغازها.
فى هذا السياق أضع تصريحات الأوائل على طاولة وزير التعليم، ليسألهم عن تفاصيل العذاب الذى تجرعوه وتجاوزوه إلى التفوق، وبالمرة يسألهم فى حفل تكريمهم عن مقترحاتهم لتخليص التعليم ما قبل الجامعى من غرف التعذيب ، ولماذا يحلمون بالتعليم خارج مصر؟
آراء أوائل الثانوية العامة حول التعليم فى مصر واضحة وصارمة وجارحة فى الوقت نفسه، وإذا كان هؤلاء المتفوقون الصغار قد توصلوا إلى نتيجتهم الجارحة فى هذا السن الصغيرة فمن باب أولى أن يجتمع خبراؤنا للتخطيط لثورة تعليمية حقيقية.. انسفوا هذا النظام البالى، انسفوا رعب الآباء والأبناء من الثانوية العامة، ولنرفع شعار "تعليم بلا عذاب" تعليم يستطيع بناء القدرة والروح والوعى والشخصية، تعليم من أجل إنسان المستقبل الحر، لا الإنسان خيال المآتة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة