إلى كل الذين لا يروق لهم الحديث عن كل ما يجمع مصر بالجزائر، أقول لهم قولوا ما شئتم، لكن ارفعوا من خدمتكم أى حديث فيه استخفاف بالشهداء من البلدين،وبقدر رفضى القاطع لكلى الذين أسأوا لشهداء الثورة الجزائرية، الذين هم تاج تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسى، بقدر رفضى لكل الذين يستخفون بسيرة أى شهيد مصرى راحت دمائه فداء بلده.
أقول هذا الكلام بمناسبة سيل التعليقات المتدفق على مقالى "إلهامى بدر الدين شهيد مصرى فى الثورة الجزائرية"، وذكرت قصته ردا على تعليق " جزائرى " يطلب يقول لى، بالله عليك أذكر اسم مصرى واحد سقط شهيدا فى ثورة التحرير الجزائرية، ووجدت فى أرشيفى الصحفى قصة الشهيد الهامى بدر الدين، وهى القصة التى رواها لى ضابط المخابرات المصرى فتحى الديب الذى كان همزة الوصل بين قيادات الثورة الجزائرية وجمال عبد الناصر.
ذكرت القصة لكن هناك من لم يعجبه ذكرها، فأخذ نهج التشكيك فيها بأسلوب مؤسف دفع قارئا مثل الأستاذ إبراهيم عثمان يرجونى بل يستحلفنى أن لا أكتب عن الجزائر مرة أخرى، لكن ومن باب المواجهة، ورؤيتى التى لن أحيد عنها والتى تقوم على أن قدر منطقتنا العربية فى تقاربها وليس العكس، وأن المستفيد الأول من أى تناحر بين الدول العربية وشعوبها هى إسرائيل، لأجل كل ذلك أواصل .
وأبدأ بتعليق الأخ رياض من الجزائر، والذى أضاف لى معلومة لم أكن أعرفها من قبل، وأضافت شهيدا مصريا آخر فى الثورة الجزائرية، يقول رياض، ان المعلومات المتوفرة حول شهداء مصر فى الجزائر منذ عام 1830، ينحصر فى الشيخ سيدى موسى بن الحسين المصرى الدرقاوى مؤسس الطريقة الموساوية بالجزائر، ويؤكد رياض ان هذا هو المصرى الوحيد خلال تعاقب المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسى، لكنه يسألنى :" هل تعطينى معلومات أكثر حول الشهيد إلهامى بدر الدين، وفى أى سرية كان يقاتل؟ وفى أى جهة وتحت أى قيادة حتى نوفى الشهيد حقه ؟.
وأقول للأخ رياض :شكرا على إضافتك بأن هناك شهيدا مصريا آخر غير الذى ذكرته، ومن يعرف ربما يكون هناك ثالث وأكثر، وشكرا على رغبتك فى معرفة المزيد عن إلهامى بدر الدين حتى تعطيه حقه، وأؤكد لك أننى أنقل قصة إلهامى كما سمعتها من الراحل فتحى الديب، وإذا لم يكن هناك مصدرا غيره لرواياتها فأنا أصدقه، فهو لم يذكرها لى تحت ظرف عصبى كما يحدث الآن فيما يخص العلاقة بين مصر والجزائر ، كما لم يذكرها من باب الاستعلاء، الذى يقوم على نظرية أن مصر لها الفضل على الآخرين، وليس للآخرين فضل عليها، ذكرها الرجل لى من باب أن مصر كانت تقوم بواجبها القومى الطبيعى، كما أنه ثقة فى روايته عن الثورة الجزائرية، وكتابه الذى وضعه عنها ملئ بالوثائق والحقائق المشرقة عن هذه المرحلة، وكتبه فى منتصف الثمانينات من القرن الماضى .
وبفرض أن إلهامى ذهب الى الجزائر لغرض مهمة إعلامية، تساند الثورة الجزائرية، وراح على أثر غارة شنتها قوات الاحتلال الفرنسى، إلا يعد هذا استشهادا ؟، أما قصة عدم وجود اسمه فى سجلات شهداء الثورة، فربما يكون هذا ناتج عن قصور، لا يجب بسببه أن نغلق أى مصدر يذكر لنا الحقيقة بشأنه .
والمؤكد أن التعليقات التى تحمل روح التعصب من الطرفين لا تمثل حقيقة الشعبين، مع التسليم بأن هناك من يتربص فيواصل صب الزيت على النار .
ولا أجد فى الختام أفضل من ذكر ما قاله لى الزعيم الجزائرى أحمد بن بيلا، قائد الثورة الجزائرية وأول رئيس للجزائر بعد استقلالها فى حوار أجريته معه عام 2004، أمسك الرجل بيدى وهو يطل على النيل من شرفة الفندق قائلا :" مصر بلدى كما الجزائر، لا فرق بين أن أدفن فيها أو أدفن فى الجزائر .. أرغب فى أن أسير فى شوارع القاهرة وأقف أمام عربة فول لأحكى للذين يتناولون طعامهم عليها، قصة مساندة أخى جمال عبد الناصر للجزائر " قال الرجل كلاما كثيرا ونشرته فى حوار مطول معه، ولو قمت بنشره الآن سيغضب صغار النفوس، حفظ الله البلدين منهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة