سعيد شعيب

يعيش الاستقلال

الإثنين، 19 يوليو 2010 11:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت صياغة الخبر غريبة "فوز تيار الاستقلال بانتخابات صندوق تكافل الصحفيين"، وذلك لسببين، الأول هو عدم الدقة، فكثير من الذين اعتبرهم زميلنا كاتب الخبر "تيار الاستقلال" لا يطلقون على أنفسهم هذا التعبير، فهناك استسهال فى هذه الألقاب جعلها، رغم الاختلاف حولها، تفقد معناها، فقد كانت فى الحد الأدنى تشير إلى أفراد داخل نقابة الصحفيين أطلقوا على أنفسهم هذا المسمى، ولم تعد هناك وظيفة لهذا التعبير سوى أنه سيجعل العنوان أكثر جاذبية للقارئ، فسوف يبحث عن مناصرى الاستقلال الذين يخوضون حربا ضد مؤيدى التبعية للاستعمار.

هذا الخبر ليس حالة استثنائية، ولكنه مزاج منتشر فى الصحافة والتى لا تنشر فقط هذه المسميات منسوبة لمن أطلقوها على أنفسهم، وهذا طبيعى، ولكنها فى أحيان كثيرة تتبناها، وكأنها تخوض حربا من أطلقوه على أنفسهم أن يتهموا غيرهم بالتبعية للحكومة، ويا لها من تهمة مروعة، إنه التخويف. وهل من الزملاء أن يضمنوا هذا التعبير فى الأخبار أم أن مكانه مقالات الرأى، سواء كان تأييدا له أو معارضة له.

لكنه خلط الرأى بالخبر وهو لا يقل خطورة عن خلط الخبر بالإعلان، فكلاهما يبيع للقارئ سلعة غير مطابقة لمواصفات الخبر، بل ويفسده تماما، وهذا هو السبب الثانى فى أن صياغة الخبر غريبة.

ربما يكون هذا امتداد للذين أطلقوا هذا التعبير على أنفسهم فى نقابة الصحفيين، وهم فى الحقيقة معارضون للسلطة الحاكمة وينتمون لتيارات سياسية، وهذا حقهم ، ولكنهم ليسوا مستقلين "ولا حاجه"، إلا إذا كانوا يقصدون أنهم مستقلون عن الحكومة، وهو بدون شك استقلال منقوص.

الأمر لا يتعلق بتعبير، ولكنه يتعلق فى الأساس بأن من يطلقون على أنفسهم هذا التعبير تحكمهم انحيازاتهم السياسية، فعلى سبيل المثال لم يساندوا زملائهم المؤيدين للحزب الوطنى فى أحكام الغرامات التى تنهال عليهم، فى حين أنهم يساندون أصدقائهم المعارضين. وهم ينتفضون لحقوق زملائنا فى المؤسسات القومية، فى حين يتجاهلون تماما الأوضاع الأكثر سوءا فى المؤسسات الحزبية والخاصة المعارضة.

إنها الازدواجية التى تعشش فى الحياة السياسية والنقابية فى بلدنا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة