أكرم القصاص

الفلوس والنفوذ.. فى بيت العنكبوت

الثلاثاء، 20 يوليو 2010 11:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سوف تظل المحاكم تصدر أحكامها، ويظل البعض يتصور أن وراء كل ظاهر، باطنا من التدخلات والتوازنات. نقول هذا بمناسبة الحكم الذى أصدرته محكمة النقض ببراءة هانى سرور والمتهمين فى قضية أكياس الدم الملوثة بعد أربع جولات استمرت سنوات. خرج هانى سرور وبقيت الأسئلة معلقة، وهل كان من الممكن أن تأخذ القضية كل هذا الحجم لو لم يكن هانى سرور نائبا بمجلس الشعب؟

هانى سرور كان نائبا بدائرة ملعونة للنواب رجال الأعمال، فقد أطاحت برامى لكح ودفعته سنوات إلى الشتات حتى عاد ليسوى ديونه، بعد أن ظل سنوات رجل أعمال ناجحا، كما أطاحت نفس الدائرة «الضاهر» بهانى سرور، وحتى بعد صدور حكم النقض بالبراءة ماتزال عضوية هانى سرور بالحزب الوطنى ولجنة السياسات تثير أسئلة عن شكل البراءة، والذين هللوا للإدانة يصعب عليهم ابتلاع البراءة، فأى طرف قريب من السلطة مدان حتى يثبت العكس، وأحيانا يكون الوجود فى السلطة فى حد ذاته اتهاما، لأنه لا توجد خطوط فاصلة وواضحة بين المال والنفوذ، وحتى عندما يسقط متهما بالفساد يرى البعض أنها ملفقة، لايعرف أحد لماذا يأتى الوزراء ولماذا يخرجون، لماذا جاء محمود أبوزيد؟ ولماذا خرج؟ ولماذا جاء أحمد جويلى؟ ولماذا خرج؟

المال يشترى النفوذ، ورامى لكح لم ينف أنه أنفق الكثير على الانتخابات التى فاز فيها، ولا يوجد فوز رخيص، وهناك بعض رجال الأعمال لايكتفون بالمال، ويسعون للجمع بين الثراء والنفوذ أو السلطة، لكنها تحرقهم وتقلب عليهم، ومع هذا يرفضون الاختيار ويغريهم الثراء بالجمع والتكديس.

فهل كان يمكن لرجل أعمال ناجح مثل أحمد المغربى أن يكتفى بأعماله وأمواله والقطاع الذى يفهم فيه، لو فعل ربما أغلق الكثير من الأبواب التى هبت منها الريح، وما وجد نفسه متهما يدافع عن نفسه ويعجز عن مواجهة الحديث عن صفقات تمت فى وزارته، لقد اكتوى محمد منصور من السلطة وراح ضحية عالم غير مفهوم يبدو أصعب من عالم المال، وتمت محاسبته على خطأ تصادم قطارى العياط، وعجز عن إقناع أحد بأعماله السابقة فى وزارة النقل.

السلطة والمال قوة ونفوذ للبعض، لكنهما يصبحان «بيت العنكبوت» لمن يعجزون عن فهم قواعدهما التى تبدو من فرط تعقيدها بسيطة، وفى دولة مثل مصر الحقيقة ليست أقرب مسافة بين نقطتين لكنها أبعد خط عن الحقيقة، والسياسة عموما تحتاج إلى نصف الحقيقة، وفى مصر تحتل الكذبة النصفين، ولهذا يعجز الناس عن تصديق مايجرى حتى لو كان واضحا. الأحكام تصدر باسم الشعب، و الشعب لايشعر بأنه موجود وله تأثير ونفوذ، ويعلم المواطن كثيرا أن النفوذ يمكن أن يشترى مثل أصوات مجلس الشعب، وعضويات الحزب الحاكم، ولهذا يشك كثيرا.

ومثلما كان هناك من دفع ثمن الطمع فى النفوذ بعد المال، هناك من نجح فى الصمود إلى حين، وجمع بين المال والنفوذ فى قلب واحد، خاصة أن الخيوط تمتد بين أياد كثيرة، وتجتمع فى مركز واحد يحرص هو الآخر على الاستمرار، ليظل السؤال: من التالى؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة