عمرو جاد

على الدين ومقام الرئاسة

الإثنين، 26 يوليو 2010 01:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السياسة فى بلدنا العزيز مصر تجمع ثلاث خصال لن تجدها فى أى بلد آخر، فهى تجمع بين الكوميديا والإحراج وسدة النفس، وهو التعريف الذى ارتاح له ضميرى بعد أعوام من التفكير فى معنى السياسة فى مصر، ولهذا يا صديقى نحن متفردون عن كل دول العالم، ولهذا تسمع كثيرا من الناس يقول لك إن مصر بلد له خصوصية تفرقه عن غيره، ولكن حينما نسلب السياسة كل معانيها ونقصرها على تلك الخصال الثلاث فهذا ليس تفردا وخصوصية، بل هو استخفاف يرقى لمرحلة السذاجة.

مناسبة هذا الحديث استدعاها تصريح الدكتور على الدين هلال فى لقائه مع الشباب بالإسكندرية، حين قال لهم بالنص "هل من الأدب والأصول أن نتحدث عن المرشح القادم لرئاسة الجمهورية والمنصب مازال مليئا".. يقصد بالطبع وجود الرئيس مبارك فى سدة الحكم، ويشاء السميع العليم أن يبرهن أمين الإعلام فى الحزب الوطنى فى جملة واحدة على صحة تلك النظرية التى توصلت اليها بعد عناء، فحينما يلمح الرجل بوصف الحديث عن الرئاسة فى وجود الرئيس مبارك نوعا "من قلة الأدب"، فهذا سيدفعك لتضحك حتى تستلقى على "قفاك"، لأنه فى كل البلاد الديمقراطية وغير الديمقراطية، يظل الحديث عن أهم منصب والتفكير فى مستقبل من يقود الشعب أمرا مباحا ومشروعا، ليس فيه قلة أدب أو "أباحة"، بل هو قمة الأدب أن تسأل عن مصير الرئيس القادم دون أن تفكر فى إقصاء الحالى، ألم أقل لك إنها كوميديا.

أما سهم الحرج فيما قاله الدكتور هلال فيتمثل فى أنه يعلم جيدا أننا كمصريين مهما بلغ اختلافنا مع سياسات الرئيس مبارك فسنظل دائما نكن له الاحترام والإجلال، تقديرا لمنصب الرئاسة واعترافا بأنه فعل لهذا البلد الكثير، بعيدا عن النوايا التى يعلمها الله وحده، واحترامنا هذا نابع من أن العقل الجمعى المصرى لم يتخلص بعد من سيطرة منطق الأسرة ومشاعر الأبوة تجاه من يقود تلك الأسرة، فلماذا يتعمد وزير الشباب السابق أن يحرجنا ويضعنا فى محك مع مبارك "الأب" وليس الرئيس، ولماذا أيضا قد يحرج الدكتور هلال نفسه مع بعض"قليلى الأدب" الذين قد يرفضون حديثه هذا ويصرون عن السؤال حول الرئيس القادم.

بالتأكيد أنت لن تسألنى عن "سدة النفس" وهى الخصلة الثالثة، لأنك إن لم تصب بها بعد هذا الكم من الكوميديا السوداء والإحراج فى تصريح الدكتور هلال فلن تستطيع سخافات الكون أن تفعل هذا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة