بالتأكيد الرئيس العالق فى زحام المرور وإشاراته ليس هو الرئيس الذى قد يخطر فى بال القارئ العزيز ولا هو أى رئيس فى دولة عربية أخرى، فهؤلاء لا يعلقون أبدا فى الزحام المرورى فى تحركاتهم ولا يشعرون على الإطلاق بالكارثة التى يعانى منها أفراد الشعب يوميا على الطرقات أطراف النهار وآناء الليل، فالطرق أثناء تحركهم وتجوالهم تبدو بالأمر خالية من المارة "الغوغاء" الذين يتكدسون فى الشوارع سعيا وراء لقمة العيش فى معركة الحياة اليومية.
أما الرئيس الذى علق فى الزحام المرورى فهو الرئيس الفلبينى بنينو أكينو الثالث، فأول أمس تعطل موكبه الرئاسى بسبب زحام العاصمة مانيلا ووصل متأخرا ساعة كاملة عن موعد رسمى ورفض أكينو استخدام بوق السيارة أو إيقاف قائدى السيارات الأخرى لإفساح الطريق أمام موكبه للوصول الى مقر قيادة الجيش لحضور مراسم التسليم والتسلم الخاص بقائد القوات المسلحة الفلبينية الجديد.
أكينو أصر على السير وسط الزحام بين شعبه ولم يصدر أوامر معروفة مسبقا لوزير داخليته بإخلاء الطريق وإغلاقه لو لزم الأمر حتى لو استمر ذلك لساعات، لكنه لم يفعل واعتذر عن التأخير وتعهد بأن يصل فى موعده فى المستقبل مع احترامه فى الوقت نفسه لقواعد السير والمرور فى شوارع مانيلا واعتبر أن حجم موكبه والتشريفة المصاحبة له تسببت أيضا فى الزحام بالتالى "سينظر فى تقليصها"..!
بالطبع ولو فى الأحلام لن يحدث فى القاهرة وضواحيها ما حدث فى مانيلا ليس فقط مع موكب الرئيس وإنما مع موكب أصغر مسئول لا يشكل قيمة مضافة أو فائدة ترجى منه فى بلادنا، ومعاناة وضيق الناس وتعطل مصالحهم وأشغاله بسبب إغلاق الطريق من أجل مرور موكب سيادة المسئول لاقيمة لها حتى لو أدى ذلك الى وفاة مريض كان فى طريقه إلى المستشفى ولسوء حظه تصادف مروره مع موكب السيد المسئول.
بالأمس مثلا فوجئ القادمون من مدينة أكتوبر وزايد عبر المحور بإغلاق الطريق أمامهم لأكثر من نصف ساعة لأن هناك مسئولا من أبناء القرية الذكية- قيل إنه الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء- سيمر موكبه الميمون من الطريق متجها إلى وسط المدينة ولا يرغب فى رؤية الزحام لأن وراء سيادته الأشغال الجمة من أجل مصالح الشعب الذى تركه وراءه وأغلق عليه الطريق ليموت بغيظه وهمه.
الرئيس الفلبينى ينتمى لدولة عالم ثالث أيضا ولكنه جاء منتخبا من الشعب فبات لزاما عليه احترامه والسير معه فى الشوارع والأسواق والانتظار معه فى إشارات المرور.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة