كل ساعة وكل يوم ينهار منزل على من فيه، أو تسقط عمارة على ساكنيها، تقريباً يسقط منزل يومياً فى القاهرة والجيزة والإسكندرية ومحافظات مصر، ربما كان فى الأمر شبه اتفاق وتضامن وفى كل منزل ينهار تخرج المحليات والمحافظة لتعلن أن القتلى والجرحى هم المسئولون عن موتهم، لأنهم يسكنون فى منازل آيلة للسقوط، صدرت لها قرارات إخلاء وإزالة ورفض سكانها التنفيذ، وكأن هؤلاء السكان يملكون البدائل ويرفضون الانتقال إلى المدن والقرى السياحية التى وفرتها وزارة الإسكان ولا تجد من يسكنها.
وما علاقة انهيارات المنازل بفساد وفوضى وتوزيع الأراضى، وبيع وشراء الجزر، ونهب الطريق الصحراوى، وتضاعف الإسكان الفاخر، وتقليص الإسكان المتوسط والعادى.
ربما كان وزير الإسكان أحمد الغربى معذوراً لأنه مشغول بشراء وبيع الجزر وإشعال أسعار الأراضى بالمزادات، ووزير الإسكان السابق محمد إبراهيم سليمان كان مشغولاً بتوزيع عادل للأراضى والشاليهات على معارف أو أقارب طبقاً للقانون، كما قال فى تحقيقات الأموال العامة، ومصر ـ كما نعرف ـ هبة وزراء الإسكان والاقتصاد الحر، حيث إنه ليس من مهام الدولة أو الحكومة أو وزارة الإسكان أن تهتم بالإسكان أو تفكر فى حل لملايين الأسر التى ترفض مغادرة منازلها الآيلة للسقوط، لأن الحكومات ليس من مهامها أو واجباتها أن تدرس وتفكر وتضع خططاً للإسكان بدرجات وشرائح مناسبة، لكن مهمتها غالباً أن تتفرغ للاجتماعات والعمل السياسى والتخطيط لكيفية فوز الحزب الوطنى فى كل الانتخابات البرلمانية وغير البرلمانية. وبالتالى لا يمكنها أن تتفرغ لسكان العقارات الآيلة للسقوط، الذين "يتبطرون" على نعمة العيش فى الساحل الشمالى أو جول السليمانية أو الأحياء الراقية فى المدن الجديدة، أو هؤلاء العشوائيين الذين يفضلون السكن فى العشوائيات كل عشرة فى غرفة، فهؤلاء مسئولون عما يجرى لهم وما يواجههم.
عشرات المتهمين ماتوا أو جرحوا فى منازل وعمارات انهارت خلال شهر واحد، ومثلت إنجازات تضاف إلى إنجازات حكومة الحزب الوطنى.
فى 3 يوليو انهار منزل فى فيصل بالجيزة و2 يوليو انهار منزل فى فيصل بالجيزة و2 يوليو انهار منزل بروض الفرج، و28 يونيو عمارة فى الدرب الأحمر و19 يونيو منزل فى الزيتون و17 يونيو منزل بباب الشعرية، و22 أبريل فى السيالة، و14 أبريل فى الجمرك، و24 مارس فى اللبان بالإسكندرية، و22 مارس انهار منزل من خمسة طوابق بباب الشعرية، و16 مارس فى بولاق. هذا بخلاف انهيارات المنازل القديمة فى الدقهلية والبحيرة والغربية، وفى كل انهيار يموت المواطنون لا تعرف الحكومة أسماءهم وتكتفى بإدانتهم، مؤكدة أنها حذرتهم من السكن فى منازل آيلة للسقوط، وقابلة للانهيار، تاركين نعيم المدن الفاخرة، تبدو مصادفة سعيدة أن يتزامن سقوط العمارات القديمة فوق سكانها مع اكتشافات ببطلان عقود "مدينتى" وإهداء ملايين الأمتار لشركات وأفراد بكلمة شرف. هذا هو ما يشغل الحكومة التى صدرت لها قرارات إزالة ويرفض وزراؤها المغادرة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة