بالصور..56 منطقة عشوائية فى حلوان مزدحمة بالقمامة والعشش الصفيح والخشب وكلاب ضالة تلتهم الأطفال.. الأهالى يقضون حاجاتهم فى حمامات مشتركة ويلقون بمخلفاتهم فى الشوارع

الجمعة، 09 يوليو 2010 05:49 م
بالصور..56 منطقة عشوائية فى حلوان مزدحمة بالقمامة والعشش الصفيح والخشب وكلاب ضالة تلتهم الأطفال.. الأهالى يقضون حاجاتهم فى حمامات مشتركة ويلقون بمخلفاتهم فى الشوارع عشوائيات حلوان
كتبت منال العيسوى _ تصوير ماهر إسكندر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى محافظة حلوان يوجد 56 منطقة عشوائية، 8 منها بمدينة المعادى وطره و6 بمنطقة التبين وعزبة الزبالين ومنطقة المستقبل 15 مايو، و19 منطقة عشوائية فى مدينة حلوان وحدها.

العشوائيات تبدأ من كورنيش النيل بعد المعادى، تقسيم النصر التعاونى التى تدخل ضمن 17 منطقة غير معتمدة فى التطوير ولم تطولها يد المحافظة بمشروع واحد، تخبرك الأرض الفضاء الممتدة بمساحة تتجاوز 50 فداناً المحاطة بشريط المبانى العشوائية وعدم تقسيم شوارعها بنوعية الخدمات الصحية والصرف الصحى وأكوام القمامة التى تتصدر مداخل شوارعها.

شكل المبانى ينم عن المستوى الاجتماعى لساكنيها من أقفاص وعربة كارو مركونة أمام المنزل وكومة من القمامة تصل لحافة الشباك بالدور الأول، وسيدة تجلس وأمامها "طشت" تغسل عليه بعض الخلجات القليلة كل يوم أو اثنين ثم تلقيها على حافة عرق خشبى يخرج لسانه للزمن من قلب المنزل الخشبى.

تلك المبانى تقع خلف سلسلة العمارات الفارهة بطول الكورنيش، وتحمل أسماء الأبراج السكنية ولافتات شقق فاخرة للتمليك معتمدة على بريق النيل المنسحب أمام عشوائية السفن، التى يتم صيانتها ومشروع تطوير حديقة النيل، الذى تخبرك الصحراء الرملية التى تحمل لافتاتها ، بسنوات قادمة من العمل والشقاء حتى تصبح الخضرة واجهتها الأولى.

لم تتحرك سوى عشرة دقائق حتى تشم رائحة ماسورة الصرف الصحى المنفجرة فى مدخل عرب راشد الشرقية بمبانيها التى ترجعك للثلاثينات، فالطوب الأحمر يصنع مزيجاً غير متوازن مع البيوت والعشش الصفيح والخشب التى تملوء الطريق، وقد يخبرك بيت مبنى بالطوب السويسى عن قصة أسرة هجرته لوفاة ابنها وزوجها عقب حريق شب به.

وعشرة دقائق أخرى تدخلك عالم الصنايعية الحرفيين فى العزبة القبلية، يذكرك هدوء المنطقة بالهدوء الذى يسبق العاصفة، فالشوارع الرئيسية خالية من المارة باستثناء عربات الكارو وأطفال صغار تبدو على وجوههم سمرة الشمس وأسرار القمامة، لكنك فجأة تكتشف أن الشوارع الرئيسية ليست سوى أسوار عالية تخبئ خلفها أسراً بأكملها تعيش على الرزق اليومى فمنهم سريح العربية، ونجار المسلح وجامع القمامة ليفرزها هو وأولاده ليقتاتوا على ما فيها.

من الشارع الرئيسى يتسرب شارع آخر أشبه بالسرداب الطويل التى لا يمكنك بنظرة طويلة، أن تأتى بنهايته وربما تلجأ لإحدى العربات الكارو لتصل إلى نهايته لتفاجأ بسيدة تلقى جردل ماء فى الشارع لعدم وجود صرف صحى بعشتها الخشبية، والكلاب الضالة والفئران تحكى لك قصة طفل صغير عضة كلب جرى وأختبئ فى كومة القمامة التى ترتفع بمقدار 50 متراً.

لن ترى جديداً وأنت تجوب منشية عين حلوان وعرب غنيم القبلية التى تقع خلف نادى الوزير سيد مشعل ويتخذ "العربجية" سور النادى وكراً لهم ولعرباتهم وحميرهم، ولا تمتعض إن وجدت فى طريقك حماراً أو حصاناً ميتاً ورائحة العفن والنفوق تحيط به.

الحياة كأنك ميت شىء مهين وصعب، مهن عشوائية وحياة غير آدمية وأمراض تحاصر البسطاء فى كل خطوة يخطوها، مخر السيل وجمعية المسلة وعزبة ركن حلوان، ومنشية السلام أطلس، أرض المدبح، بين العزبتين، أرض الدواجن، كورنيش كفر العلو، أرض الجنينة، عرب أبو دحروج، عرب البراوى، أرض اللواء.







































مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة