قبل أن تتخطى أعمارهم العشرين قرروا أن يهربوا من شبح البطالة، اختاروا أن يكونوا رجال أعمال لصناعة منتج يحمل شعار «صنع فى مصر» يفتح سوقا جديدة ويساهم فى تنمية وطنهم، 11 شابا وفتاة فى بداية مراحلهم الدراسية بكلية الهندسة جامعة عين شمس، جمعهم الفضول والتجربة ليخوضوا الحياة الجامعية بنشاط طلابى خالص كفريق واحد، اشتركوا فى مسابقة تحدوا فيها أنفسهم، استجمعوا قواهم، تبادلوا مهاراتهم، وضعوا الخطة لمشروع مستقبلهم، يهدفون لتأسيس أولى شركاته داخل مصر.
أعضاء الفريق هم: حاتم أحمد يسرى ومارينا عاطف وإشراق مهدى ومنة يسرى وأحمد عبدالوهاب وإسلام حجازى وأسامة عرابى وأحمد فيضى وإسماعيل جمال وكريم نصر السنوسى ومحمد عبدالله المختار.
وعن فكرة المشروع تحدث محمد عبدالله المختار ثانية ميكانيكا «كنا فاكرين فى البداية أن التخطيط للمشروع على مستوى واسع لدرجة أننا وضعنا ميزانية تصل إلى 700 ألف جنيه ورغم أن دراسة الجدوى توضح الأرباح المتوقعة فإنها كانت أبرز تعليقات لجنة التحكيم علينا حيث نصحونا بأنه كلما كان المشروع صغيرا فى البداية كانت الخسائر أقل والخبرة أكبر، وبالفعل قللنا المساحة المخصصة للمشروع وأصبحت التكلفة 110 آلاف فقط، حتى نستطيع أيضاً أن نختبر قدرتنا على إدراة المشروع بنجاح والتعرف على ملامح السوق».
ويضيف إسماعيل جمال: «يتضمن البرنامج التدريبى فى بدايته المهارات العامة، ثم كان علينا أن نبحث عن فكرة للمشروع، وقتها قرأت بالصدفة على أحد المواقع الإلكترونية عن أشجار المورينجا القادرة على تنقية المياه، بمزيد من البحث عنها اكتشفت مزاياها الهائلة الغذائية والعلمية، ووجدت أن زراعة مثل هذه الأشجار الموجودة بالفعل فى مصر ولا نستفيد بها سوى فى قطع أخشابها، يحتاج إلى مبلغ زهيد وتربة رملية وكميات ضئيلة من المياه».
يتدخل كريم نصر السنوسى، ثانية مدنى، ويقول: «استغربنا من قيمة هذه الشجرة الكبيرة فهى قادرة على تنقية المياه، وتحتوى أوراقها على أضعاف القيمة الغذائية من الفيتامينات والبروتين الموجود فى الخضراوات واللبن، سوقها الخارجى نشط يستخدمونها فى شركات الأدوية لكنها غائبة عن السوق المصرية»، وأضاف: «كنت فى فريق مختلف عن إسماعيل لكننا فوجئنا قبل يوم المؤتمر بعدة أيام بإعلان المسؤولين دمج المجموعتين، كانوا عايزين يختبروا قدرتها على التعامل مع الأمور المفاجئة، رفض البعض الاقتناع بالوضع وانسحبوا، واستكمل باقى الأعضاء التخطيط لمشروع المورينجا».
ويضيف إسماعيل جمال: «المشروع ليس مجرد عمل خاص لأعضاء الفريق وإنما أيضاً هدف تنموى يسعون إليه، فنحن نسعى إلى النزول إلى قرى الصعيد أكثر الأماكن التى تعانى من تلوث المياه والتى تسبب إصابة مواطنيها بالفشل الكلوى وتحتاج إلى مثل هذه الطريقة الزهيدة التى تجعلنا نعتمد على منتج زُرع فى مصر».
روشتة النجاح التى يقدمها الطلبة لكل من يقدم على مشروع خاص بضرورة تعلم إدارته والتخطيط له والاستمرار فيه والتعامل مع المعوقات التى ستواجهها وتوقعها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة