ماضى الخميس

كاتب ممل.. وقارئ كسول

الأحد، 15 أغسطس 2010 12:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكتابة علاقة اتصالية بين طرفين، الكاتب والقارئ، وهناك كاتب ممل لا تضطر للقراءة له، ولكن ما الحيلة حين يكون القارئ مملا؟ حينها لا يملك الكاتب حولا ولا قوة، ولأن الكاتب يكتب للناس جميعا ولا يختار قراءه، فبالتأكيد فليس الجميع من القراء على درجة واحدة من التساوى فى استيعاب المعانى التى يريد الكاتب أن يشير لها، وأحيانا تكون بطريقة غير مباشرة.

هناك قارئ مجتهد ودؤوب وقارئ كسول، هناك قارئ متفاعل وإيجابى وآخر متقاعس وسلبى، ولا يمكن قياس مدى التفاعل بين الكاتب والقارئ ولكن بالتأكيد يمكن أن تشعر بها وتعرفها.

ولأن الكتابة كما يصفها نزار قبانى بأنها (عمل انقلابى) أى أنها لا بد أن تحدث انقلابا وتغيرا وتأثرا فى فكر وتفكير وسلوك القارئ، ولا بد أن تغير شيئا ما بداخله أو خارجه، وتحفز مكنوناته، ولا بد من حالة التفاعل بين الكاتب والقارئ كى يستقيم الأمر، وهو تفاعل غير مشروط وأحيانا غير محسوس، لكنه إن حدث فكلا الطرفين سيتأثر بالآخر ويؤثر به.

إن عالم الكتابة عالم كبير وواسع وقديم، له تاريخ عريق لكنه بلا جغرافيا، فهو متأصل بكافة الثقافات والحضارات وممتد لكل الدول بلا حدود أو عوائق، وقد ساهمت الكتابة بشكل أساسى فى كافة الحضارات والثقافات والعلوم والمكتشفات، وللكتابة الفضل فى حفظ التراث والتوعية والنهضة والتقدم والصناعة وكافة الأمور المتصلة اتصالا مباشرا بحياتنا اليومية، ويمكننا اعتبارها أعظم النعم التى منحنها الله إياها، وهو عز وجل الذى علم الإنسان ما لم يعلم.

فى عالم الكتابة كم أدهشتنا روايات وقصص وحكايات، وكم تنورنا بالمعلومات والمعرفة وفتحت أمامنا آفاق لا حصر لها وعالم لم نكن نعرفه.

وإذا كان العرب هم أول من اكتشف الكتابة وطورها منذ أن كانت نقشا على الحجر ومرورا بالعديد من الوسائل الأخرى التى استخدمها الإنسان لخدمة أغراضه، فاللغة العربية هى أم اللغات وهى الأجمل والأغنى والأعمق.

عبر التاريخ ساهم العديد من الكتاب فى إحداث تغيرات سياسية واجتماعية وفكرية فى مجتمعاتهم، وكان لكتاباتهم أكبر الأثر فى تغيير سلوك وحضارات تلك الشعوب، وخلد لنا التاريخ أسماء كبيرة لكتاب وأدباء ومثقفين سطروا أروع الكلمات والجمل والعبارات التى ما زالت عالقة بأذهاننا.. رحلوا عن الدنيا لكنهم خلدوا لنا علما ومعرفة وثقافة تتداولها الأجيال وتستمتع بها، وكلما مرت عليها السنون ازدادت أهميتها وروعتها.

تبقى الكتابة نعمة كبرى.. وهبة ربانية عظيمة.. وأجمل ما فيها حين يجد الكاتب تفاعلا مع القراء.. تلك هى العلاقة الإيجابية التى ساهمت التكنولوجيا بتعزيزها، حيث صار بإمكان الكاتب أن يتابع لحظة بلحظة تفاعل القارئ مع ما يكتب، وهى الميزة التى لم يستمتع بها آلاف الكتاب المبدعين الذين سطروا روائع كتابية وأدبية قيمة عبر عصور مختلفة.. ودمتم سالمين.
*******
نبارك للجميع حلول شهر رمضان المبارك.. أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية باليمن والخير والبركات.. وتقبل الله طاعتكم مقدما.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة