سعيد شعيب

علمانية حزب الوفد

الثلاثاء، 17 أغسطس 2010 11:51 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنا مع غضب كمال زاخر منسق جبهة "العلمانيين الأقباط" مما يحدث فى حزب الوفد، والذى يتخلى تحت رئاسة الدكتور السيد البدوى عن جوهر أفكاره التى بناها طوال سنوات من النضال المرير قبل 1952، باعتباره حزباً ليبرالياً مدنياً يقف ضد أى شكل من أشكال الدولة الدينية. ولكنى لست معه فى أن يستقيل من الحزب، فلا يجوز ترك ساحات الصراع السياسى لخصومنا، بل وأتمنى أن يتقبل رأيى بسعة صدر، أن نبقى ونناضل حتى نكتسب مزيداً من الأنصار، ونصحح المسارات الخاطئة، ثم إن تجربة الانشقاقات فى الأحزاب المصرية أثبتت أن أصحابها هم الخاسرون.

الحقيقة إن أقل ما يقال عن تصريحات وممارسات الدكتور السيد البدوى أنها مقلقة، فالرجل تقريبا يتحالف مع الإخوان، وهم كما يعرف يريدون بدون لف ودوران دولة دينية بطلاء مدنى. ناهيك عن تصريحات الدكتورة سعاد صالح التى نفت فيها حق المصريين المسيحيين فى تولى كل المواقع بما فيها رئاسة الدولة، والمزعج أن الدكتور البدوى لم يرد ولم ترد أيضا الهيئة العليا، رغم أن هذا النوع من الأفكار يهدم مباشرة حزب الوفد الذى بنى مجده على وحدة الهلال والصليب، وليس على أن المسيحيين مواطنون من الدرجة الثانية.

ربما تصور الدكتور البدوى أن الالتفاف الكبير حول الحزب فى أعقاب التداول السلمى للسلطة فيه، هو التفاف حول شخصه، وهذا غير صحيح، ولكنه التفاف حول حزب ليبرالى عريق نجح رئيسه السابق محمود أباظة أن يقدم تجربة غير مسبوقة فى مصر لانتخابات حرة نزيهة، فإذا كان هناك فضل، فهو فى الحقيقة يحسب لأباظة رئيسه السابق.

ومن ثم ليس من حق البدوى أن يلوى عنق الحزب بالقوة ليوجهه فى المسار الذى يريده، وليس من حقه أن يلوى عنق التاريخ ليصور لنا أن الوفد، كما قال فى تصريحاته ليس حزبا علمانيا، والسبب أن ثورة 1919 قادها وأشعلها رجال الدين الإسلامى والمسيحى من فوق منبر الأزهر والكنائس. وهذا بالطبع غير صحيح، ولكنهم شاركوا مثل كل المصريين من أجل الاستقلال، وليس من أجل تأسيس دولة دينية.

المشكلة ليست فى أن يعبر البدوى عن أفكاره وأفكار من يمثلهم، ولكن المشكلة تبدأ عندما يتصور أنه هو بذات نفسه حزب الوفد، وحزب الوفد هو السيد البدوى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة