هى فين «البنية الأساسية«؟ وفين المليارات اللى صرفوها عليها؟
كان سؤال أحد سكان مدينة 6 أكتوبر لى يوم الجمعة الماضى بعد انقطاع مياه الشرب عن معظم أحياء المدينة المنكوبة بأثريائها، فجر الخميس، فى ثانى أيام شهر رمضان واستمر حتى السبت الماضى.
وللتذكير ليست المرة الأولى التى تنقطع فيها المياه عن أكتوبر مع الكهرباء، بل أصبحت سمة مميزة للمدينة التى توسم الناس فيها أن تكون مدينة عصرية تقاوم مظاهر العشوائية فى باقى مدن مصر.
ولكن الواقع خيب الآمال، فأكتوبر مثلها مثل باقى مدن وقرى مصر التى زفوا إليها عرس «البنية الأساسية» وكأنه المهدى المنتظر الذى سينقذ مصر من الخراب الذى عاشه الناس فى الستينيات والسبعينيات- أو هكذا قالوا للناس وأوهموهم بذلك- وأعلنوا بداية أم المعارك التى ستغير وجه الحياة فى مصر، فلا صوت فى الثلاثين عاما القادمة سيعلو فوق صوت مشاريع «البنية الأساسية». أتذكر أن كل خطاب للحكومة وللسيد الرئيس منذ عام 81 كان لايخلو عن التذكير بالبنية المنهارة فى مصر، وأنه آن الآوان لانطلاق عصر البنية الأساسية ليكون شعار الحكم فى المرحلة المقبلة، وليكون هو الإنجاز الأهم فى الثلاثين عاما بعد ذلك.
فأين ذهبت مليارات البنية الأساسية التى لم يشعر بها الفقراء؟
هل هى أكذوبة كبرى أدركها الناس مع كل موسم للأمطار وغرق الشوارع وطفح الصرف الصحى وسيول الصعيد وسيناء، وانقطاع الكهرباء وحرمان مناطق بأكملها من مياه الشرب؟
هل تبخرت أموال البنية فى مسالك الفساد الأخرى؟ ومن المستفيد منها؟
مصر التى غرقت فى «شبر ميه» فى الشتاء الأخير وفى سيول سيناء والصعيد كشفت حجم الزيف والكذب فى سيرة إنجازات البنية الأساسية، التى صدعوا« دماغنا بيها«. مصر المظلمة الآن رغم تصريحات الحكومة المنورة تبحث عن مليارات البنية الضائعة المنهوبة.
كان من المفترض أن تساهم مليارات البنية الأساسية فى المشروعات الوهمية فى تخفيض معدلات البطالة والفقر، وانخفاض معدل الجريمة، والحد من الانهيار الاجتماعى والأخلاقى فى المجتمع طوال الثلاثين عاما الماضية، بإنشاء المصانع والتوسع فى المشاريع الزراعية، لكن ماذا حدث بعد ذلك؟ معدلات الفقر والبطالة بلغت أرقاما مخيفة، وازدياد معدلات الجرائم المقلقة أصبح مفزعا فى ظل تداعى منظومة القيم الاجتماعية، وغياب الأمن الجنائى الذى كان من المفترض أن يعكس هيبة الدولة، إضافة إلى السياسات الزراعية الفاشلة التى انعكست سلبيا على الإنتاج الزراعى.
فأين ذهبت مليارات البنية؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة