أمام هذا الكم الهائل من المسلسلات والبرامج لا يستطيع المشاهد فى شهر رمضان أن يغمض عينيه، حيث يتحول كل فرد منا إلى كائن تليفزيونى محاصر بكافة أنواع البرامج، سواء المقالب أو الاعترافات، أو تقطيع الهدوم بين نجوم المجتمع بعضهم البعض، أو برامج تخليص الحق، أما المسلسلات فالقائمة طويلة بدءاً من المسلسلات التاريخية والاجتماعية ومسلسلات الأجزاء أو الكوميديا الاجتماعية.
حالة من التخمة تصيبنا، خصوصا مع استسلامنا التام لشاشة التليفزيون ولسطوة الريموت كونترول، وحتى الآن لا نستطيع إصدار أحكام قاطعة على دراما رمضان، ولكن ما نرصده هو مجرد مؤشرات، خصوصا وأن الحلقات لا تزال فى بداياتها وأغلب المسلسلات تواصل تقديم شخوصها وأبطالها أو ما يسمى بـ "فرشة الأحداث".
ولكن المؤشرات الأولى تؤكد أيضا على ضرورة متابعة أعمال مثل "شيخ العرب همام" للنجم يحيى الفخرانى، و"الجماعة" لإياد نصار و"بالشمع الأحمر" ليسرا، و"حكايات وبنعيشها" لليلى علوى، و"أهل كايرو" لخالد الصاوى، وغيرها من الأعمال، خصوصا أن جزءا كبيرا منها أعمال يحترم عقل المشاهد، وبها جهد مبذول وواضح على مستوى الصياغة الدرامية والصورة، حيث تقترب أغلب هذه الأعمال من الصورة والإيقاع السينمائى.
والمفارقة أنه مع عرض الحلقات الأولى للمسلسلات ظهرت الدعاوى القضائية التى طالت بعضها ومنها مسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة" لغادة عبد الرازق، حيث طالب فتحى البنا نقيب التمريض، بوقف عرض المسلسل بدعوى إساءته لسمعة الممرضات، كما تشن جماعة الإخوان المسلمين هجوما شديدا على مسلسل "الجماعة".
وإذا كانت ليلى علوى مع مسلسل "حكايات وبنعيشها" بدأت شكلا مختلفا فى الدراما المصرية منذ العام الماضى، فهى تواصل نفس الحالة هذا العام أيضا، وتقدم عدد من الوجوة الشابة، وتحديدا الأطفال الذين يجسدون دور أبنائها، إضافة إلى المخرج الموهوب سميح النقاش، وأيضا محمد على فى "أهل كايرو"، والذى يقدم حالة سينمائية جديدة تماما على الدراما التليفزيونية وبها مساحة حرة للإبداع، ومنها مشاهد حوارية بين العمال والفنيين الذين يقومون بتصوير فرح صافى سليم، والتى تجسد دورها رانيا يوسف، أما مسلسل "الجماعة" رغم حالة الجدل الذى يثيره والاختلاف حوله، لكن المسلسل يحفل أيضا بحالة سينمائية خالصة، ومن اكتشافات رمضان أيضا هذا العام النجمة هند صبرى بخفة ظل شديدة أن تمسك بمفاتيح شخصية علا عبد الصبور تلك الشخصية "اللاسعة" والتى تركز كل همهما فى البحث عن عريس.