حكايتى مع منتج اسمه عمرو عفيفى قصة تندرج فى إطار فساد نظام يسمح للخطأ بالاستمرار حتى يستفحل ويقع فى براثنه العشرات فى البداية ثم يستمر حتى يصبح مئات ثم آلاف ثم إلى ما لا نهاية.
ولنبدأ الحكاية قبل أن أسمح لنفسى بتفسيرها تفسيرات عامة.
عمرو عفيفى صاحب وكالة دعاية وإعلان ومنتج لعدد من البرامج التليفزيونية، ومنذ سنوات كان ملك الإعلانات على التليفزيون المصرى واسما يهاب فى مجال الإعلانات تلك كانت معلوماتى عن الرجل ككل العاملين فى مجال الإعلام.. ثم فجأة اختفى الرجل واسمه من على الخريطة ولأنى لست من الباحثين فى مجال الإعلان لم أهتم بمتابعة ما حدث له، ولكن عاد اسم عمرو عفيفى إلى دائرة الضوء بعد انفجار فضيحة جائزة الميوزيك أوورد music award الخاصة بعمرو دياب والذى اعترف عفيفى بأنه دفع ثمن الجائزة ليحصل عليها عمرو دياب، حدث هذا بعد أن اختلف الشريكان أو «العمروين»، وكان طبعاً هذا منذ أكثر من ثلاثة أشهر الموضوع الرئيسى فى كل الصحافة الفنية وموضوع النميمة والخلافات، فخرج من لم يحصل على هذه الجائزة من المطربين ليؤكد حديث عفيفى وأن ذلك هو السبب فى عدم حصولهم عليها لأنهم لا يدفعون مقابل جوائز أما الذين حصلوا عليها مثل إليسا وغيرها فذهبوا يدافعون عنها.
وعموماً تلطخت سمعة الميوزيك أوورد وكان الوحيد الذى لم يرد هو عمرو دياب نفسه الذى التزم الصمت، أما أنا فكصحفية تبحث عن حقيقة الاتهام طالبت بالتعليق من عمرو دياب الذى لم يرد أما عمرو عفيفى فقد التقيته للمرة الأولى كاسم ووجه من خلال برنامجى على قناة لايف «كلام على ورق».. ولا أنكر أن الرجل قد اعترف أمام الكاميرات بأنه دفع ثمن الجائزة واحتمل منى أن أتهمه بأنه خدع الجمهور وما يتحدث عن الرشوة إلا حين اختلف مع النجم الكبير فبدا الأمر وكأن السرقة لم تظهر إلا حين اختلف الشريكان أو..
وانتهت علاقتى بعمرو عفيفى كمصدر وشخص عند هذا الأمر، إلى أن حدث اتصال بيننا مؤخراً قبل رمضان بأيام ليطلب منى المشاركة فى إعداد برنامج ينتجه فى لبنان واعتذرت فى البداية لأنى لم أرد أن أشارك فى المذبحة الرمضانية البرامجية، ولكنى تحت إلحاح قبلت أن أعد لست حلقات بستة ضيوف هم د. نوال السعداوى وهانى رمزى والمخرج هانى جرجس فوزى وسماح أنور ومنير الوسيمى والموسيقار عمار الشريعى حيث أن هؤلاء كنت أرى لديهم موضوعات تستحق النقاش فى لقاء تليفزيونى وبالفعل اتفقت مع الضيوف وسافرنا وتم الانتهاء من الحلقات وكان عفيفى قد اتفق معى على دفع نصف الأجر مقدماً ثم النصف الثانى بعد الانتهاء من العمل وبالفعل تم الجزء الأول من الاتفاق ولكن بعد أن انتهينا من العمل ظهر الوجه الآخر لعمرو عفيفى الذى لم أكن أعرفه إلا فى هذه اللحظة، تنصل الرجل مما كان يجب أن يدفعه أى أكل الرجل حقى.. عادى.
وعدت إلى القاهرة برضه عادى وتلقيت سخرية عمار الشريعى منى بروح مرحة حين قال لى إن أخلاق العوالم هى التى تسود فى مثل هذه الظروف، وقانون العوالم يقول إنها لا ترقص إلا بعد أن تحصل على حقها كاملاً لأن بعد الفرجة لا يوجد أى حد ليدفع لها.
وسخر منى الشريعى لأنى أتعامل بأخلاق الهوانم فى مهنة ليس فيها كثير من الأخلاق.. وبدا كل هذا بالنسبة لى موقف سخيف ولكنه فى إطار العادى.
إلا أننى حين عدت إلى القاهرة وحكيت ما حدث لى لبعض الأصدقاء اكتشفت شيئاً غير عادى.
فقد اكتشفت أن عمرو عفيفى كاسم تطاله عشرات الأحكام وأنه مدين لكثير من الهيئات العامة والخاصة بالملايين وأنهم جميعاً يبحثون عنه.. اكتشفت أننى مجرد قرش فى ملايين يهرب من سدادها.. وهالنى القائمة التى ضحك عليها عمرو عفيفى وتردد أنه ولهف منها أموالاً أغلبها ملك عام وبعضها خاص.