علا الشافعى

جُمل وحيد حامد فى الجماعة «توجع القلب»

الجمعة، 27 أغسطس 2010 01:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اللى عايش عيشتنا يا باشا لازم يبقى مع المعارضة حتى لو كانت معارضة كدابة أو فاسدة، إحنا يا باشا عايشين مع الإهمال والجشع والاحتكار والخوف، تعالى عندنا يا باشا فى الحتة وأنت تعرف ليه إحنا مع المعارضة «أنا ساكن فى حارة منتصر متفرع من حارة عبدالجليل متفرع من حارة مسعدة أم الخلاخيل من شارع عكاشة».

هذا جزء من حوار دار بين الشاب حسين على هارون الذى جسد دوره محمد فراج ووكيل النيابة «حسن الرداد» فى مسلسل «الجماعة» بطولة إياد نصار، فأثناء قيام الرداد باستجواب حسين الذى شارك فى العرض العسكرى لطلبة الأزهر كان المشهد من أكثر المشاهد الموجعة والمؤثرة فى حلقات المسلسل التى عرضت حتى الآن وذلك لأن الكاتب وحيد حامد استطاع بمهارة وحرفية شديدة أن يصيغ جملا حوارية «توجع القلب» ويكشف حجم الفساد الذى وصل إليه المجتمع وتدنى أوضاع المعيشة للمواطنين وهو المشهد الذى مثله بحرفية عالية وموهبة محمد فراج، وأعتقد أن هذا المشهد يحمل مفتاحاً من أهم مفاتيح مشاهدة مسلسل «الجماعة» والذى يثير قدرا كبيرا من الجدل والنقاش لدرجة أن كاتبه وحيد حامد لم يسلم من حملات الإرهاب والتشويه، خصوصا أن المسلسل ليس مجرد سرد تاريخى لجماعة الإخوان المسلمين وحياة مؤسسها الإمام حسن البنا بل هو عمل يكشف المجتمع المصرى بكل تناقضاته وحسين على هارون شحاتة والذى أراه أحد أبطال العمل بهذا المشهد الطالب الجامعى والذى يبلغ من العمر 21 عاماً ويعيش فى العشوائيات لا يجد المياه ولا العيش ولا الحياة الكريمة ويضطر أن يصادق شباب المدينة الجامعية بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية فهو يبحث عن مياه ليستحم ومكان يأويه لو ساعات ليشعر بأنه بنى آدم وفى المقابل بات عنده استعداد لأن ينضم لأى معارضة لذا تطوع للمشاركة فى العرض لأنه أصبح يؤمن أن أى لمة ناس تقف ضد الحكومة سيكون معها بغض النظر عن كونهم إخوانا أو غير إخوان وهو نموذج لملايين الشباب المصرى المحبط والذى لا يجد متنفساً مما يجعله عرضة لأى عملية «غسيل مخ» وهذا التفسير يجب أن يكون ماثلا فى ذهن المشاهد وحتى جماعة الإخوان بعيدا عن نظرتهم القاصرة فالمسلسل يحمل الكثير من الجوانب المضيئة لصالحهم خصوصا أن شخصية حسن البنا التى يظهرها المسلسل تبدو منذ اللحظة الأولى شديدة الحرص على الإسلام وتفعل كل شئ من منطلق دينى متمثلا فى مشهد إياد نصار وهو يخطب فى الناس بأحد المقاهى وهمه الدائم الإسلام هى صورة تتماشى مع الحس الشعبى والمزاج العام للمصريين ولا أعرف لماذا لم ينظر أحد من الجماعة إلى هذا الجانب من المسلسل والذى بالتأكيد سيخدم أهداف الجماعة بدلا من التشكيك عمال على بطال فى نوايا صناع العمل مستشهدين بالصورة التى ظهر عليها ضباط مباحث أمن الدولة والذى صورهم المسلسل «كالحملان الوديعة» على حد تعبيرهم وإذا كان المسلسل يحمل تلك الصورة فأعضاء الجماعة أنفسهم يعترفون بأن نماذج الضابط والمحقق المستنير موجودة قد يكون المسلسل حمل بعض المبالغات ولكن هذا لا ينفى وجود هذه النموذج وأعتقد أن عزاء اللواء أحمد رأفت نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة يعد خير دليل على وجود هذه النماذج.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة