أعادنى خبر ترشيح الكاتب والباحث المرموق ضياء رشوان لانتخابات مجلس الشعب المقبلة إلى بدء دراستى الجامعية فى جامعة القاهرة فى مطلع ثمانينيات القرن الماضى، فخلالها عرفت ضياء الذى كان أيقونة دفعته فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
امتلك ضياء منذ سنوات دراسته الأولى ملكة الباحث المتأمل المسلح بالمعرفة الواسعة، وقدرته الفائقة فى التعبير عن أفكاره التى تقود دائماً إلى دقة تشخيص الحاضر بدرجة تبعث إلى تفاؤل كبير بالمستقبل، ومع مرور الوقت امتلك قدرة إضافية على تطويع قناعته الفكرية لخدمة واقعنا السياسى، وبهذه الروح الخلاقة لا يخلو مقال يكتبه من طرح أفكار عملية للتطور، ينقصها فقط أن تحملها قوى سياسية تؤمن بالتغيير المتدرج الذى يغير مع مرور الوقت كثيراً من أوضاعنا السياسية السيئة.
قدرة ضياء البحثية الفائقة الجودة، والتى تبحرت فى قضايا الإسلام السياسى بالإضافة إلى القضايا الأخرى، لم تكتسب نكهتها الخاصة من تبحره فى القراءة والاطلاع فقط، وإنما ترسخت من خلال انغماسه فى العمل السياسى منذ سنوات طويلة، والتى ذاق خلالها مرارة الاعتقال ثمنا لتمسكه بموقفه السياسى، وهذا الانغماس جعله من صنف الباحثين غير السكارى بالأيدلوجيا الجامدة التى تصطدم بالواقع عند اختبارها، وإنما من الباحثين الذين يفهمون مستجدات الواقع والانطلاق منه إلى تقديم الاقتراحات البناءة.
ضياء هو ابن بيئته التى عاش فيها ابنا لنائب برلمانى لسنوات طويلة فى دائرته أرمنت، ومن خلال هذه البيئة عرف كيف يكون ابنا بارا يلبى خدمات أبناء الدائرة، ومن زاره فى مقر عمله بجريدة الأهرام يتأكد من ذلك، فساعة واحدة تقضيها معه تجد الاتصالات لا تنقطع به من ناسه فى الصعيد، اتصالات موزعة على مطالب خدمية، يظن دائماً أهلنا البسطاء أن من يعيش منهم فى القاهرة وأصبح موضع وسائل الإعلام يستطيع تلبية الخدمات التى يطلبونها، وظل ضياء يفعل ما يفعله لناسه برضا وحب وقناعة أن تلك مهمة سخره الله سبحانه تعالى لها، وأى نجاح يحققه يعود الفضل إلى مرضاة الله عليه أولا وناسه ثانياً.
يعود ضياء بعزمه الترشح لانتخابات مجلس الشعب إلى ملعبه الأصلى، والذى جاء فى توقيته الصحيح بعد أن أثقله الانغماس فى البحث الأكاديمى خبرة إضافية يستطيع من خلالها معرفة خبايا التيارات السياسية وخطابها الذى يجب تسخيره لمصلحة الناس، والمؤكد أن تجربته الناجحة فى خوض الانتخابات على مقعد نقيب الصحفيين قد أكدت إمكانياته الهائلة فى القيادة، وقدرته الفائقة على وضع برامج عملية، وهو ما يستطيع فعله لأبناء دائرته.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة