عندما يخسر فريق مباراة فالسبب غياب اللياقة البدنية وانعدام التدريب والخطط، ومن أجل أن يفوز عليه أن يعيد النظر فى لياقته البدنية وتدريباته ويغير من خططه، إلا الحزب الوطنى فهو الفريق الوحيد الذى يفتقد إلى اللياقة السياسية أو التدريب أو الخطط، ومع ذلك ينتصر ويفوز بدون لياقة ولا خطط ولا تدريبات، لأنه فى الواقع يتصور أنه يلاعب نفسه، وحتى تكتمل اللعبة فإن المعارضة الحزبية هى الأخرى تفتقد إلى الخطط واللياقة البدنية أو السياسية والخطط. ونتفرج فى كل انتخابات على نفس المباراة التى يلاعب فيها الحزب الوطنى نفسه بنفس الطريقة وتلعبها الأحزاب بنفس الطريقة، فلا يفوز الحزب ولا تنهزم الأحزاب، ويخسر المصريون سواء ذهبوا إلى الانتخابات أم لا.
نقول هذا بمناسبة المباراة الدائرة الآن للمنافسة حول الانتخابات المتوقعة، هناك زحام واسع على الترشيح الانتخابات برلمانية تجرى خلال شهور، ارتضى المنافسون فيها أن يستخدموا الأدوات المكررة لافتات وحملات وجولات منافسة فى الإغراء بخدمات لا تتحقق.
مرشحو الحزب الوطنى يقدمون إغراءات منسوبة للحكومة ويستخدمون أموالا عامة فى تقديم رشاوى انتخابية، "من دقنه وافتل له"، لإقناع الناخبين بأنهم خير من يمثلونهم.
الناخبون لا يصدقون.. ويضطر المرشحون الأثرياء الانضمام إلى الحزب الوطنى من خلال شراء العضوية وشراء الترشيح وشراء الأصوات، وهى عادة أصبحت بالفعل حقيقة أو واقعا سياسيا.
إذا فشل الأثرياء فى شراء رضا الحزب الوطنى يسعون لشراء الناخبين، والحكومة والأجهزة تعرف هذا ولا تعارضه إلا إذا تعلق بمرشح غير مرغوب فيه، أما جماعة الإخوان فإن مرشحيها يعرفون أن الناخبين يكرهون الحزب الوطنى ويعزفون على تلك الكراهية فيفوزون غالبا. وهو ما لا يريده الحزب الوطنى هذه المرة.
والمتوقع نظريا أن يخسر مرشحوا الإخوان أو أغلبهم، وغير المتوقع أن يفوز نصف مرشحى الجماعة هذه الدورة، والنصف الآخر للوطنى ومن يريده، وفى الغالب فإن النظام يريد عددا من المعارضين والمستقلين يزركش بهم طبق الديمقراطية المزعوم.
الأحزاب تعرف أنها لاتنافس وترضى بما يتركه لها الحزب الوطنى وإذا طالبت بالمقاطعة لا أحد يصدقها بل وهناك من يتهمها بالسلبية والعجز والفشل ، وإذا شاركت تتهم بأنها ديكور والسبب أن الأحزاب فقدت لياقتها البدنية من طول الجلوس على دكة الاحتياطى، أما جماعة الإخوان فإنها تمتلك بعض اللياقة البدنية على مقاس مباراة فى الكرة الشراب تلعبها طوال الوقت مع الحزب الوطنى.. فهل يمكن للحركات الجديدة أن تغير قوانين اللعب، الظاهر حتى الآن أن الحالة تسير فى نفس الاتجاه، البرادعى لم يعلن الترشح، وليس لديه الحق دستوريا، وإذا ترشح سيتهم بأنه ديكور، وإذا لم يترشح سيتهم بانه سلبى. وجمال مبارك يعلن أنه لن يترشح وحملات ترشيحه مستمرة. ولديه الإمكانية الحزبية والشكلية حتى لو لم يكن لديه الأرضية الشعبية. الألعاب السياسية متاحة.. حرية الترشيح مكفولة للجميع، أما حرية الانتخاب فإنها ليست مكفولة، والفوز للحزب الوطنى والنظام الفاشل الذى يمسك بالكرة والملعب والحكام والرايات .. ويشترى المباراة.