أعادتنى تفاصيل مهزلة نجم كرة القدم المصرى عماد متعب مع ناديه البلجيكى ستاندرليج إلى قصة طرفها أسطورة الرياضة المصرية الراحل صالح سليم، وحسام حسن المدير الفنى لفريق الزمالك.
كان حسام حسن وقت أن كان لاعبا فى الأهلى وقبل انتقاله إلى الزمالك يتحدث عن أنه يرغب فى الاحتراف الخارجى، وبالفعل تلقى حسام عقدا من تركيا، وتم إنهاء كل التفاصيل بعد توقيع حسام على العقد وموافقة ناديه، وبعدها بأيام قليلة قرر حسام عدم السفر والبقاء فى الأهلى بما يعنى فسخ تعاقده، ومن يعود إلى صحف هذه الأيام سيقرأ تعبيرا بليغا لصالح سليم الذى قال لحسام: "النادى الأهلى يحترم تعاقداته"، لكن حسام صمم على موقفه، ولم يكن سافر بعد إلى تركيا، مما سهل كثيرا فى فسخ التعاقد.
أتذكر هذه القصة لأدلل منها كم كان عظيما صالح سليم، فى مقابل الموقف المؤسف للنادى الأهلى فى الجرى وراء عماد متعب لإعادته رغم تعاقده مع النادى البلجيكى، وبالرغم من أن الأهلى أعلن أنه ليس له علاقة بما يفعله متعب وعودته الحالية إلى القاهرة دون إذن ناديه البلجيكى، إلا أن كل الشواهد تقود إلى اليقين بأن الأهلى ليس بعيدا عما يحدث فى تصرف على النقيض تماما مما فعله وأسس له صالح سليم.
فعل عماد متعب ما يسىء إلى صورة اللاعب المصرى فى الخارج، وساهم فى تكريس الصورة السلبية عنه من زاوية أنه لا يعرف معنى الاحتراف وأصوله، وهو الأمر الذى ينهى رغبة الأندية العالمية فى التعاقد مع لاعبين مصريين، وقد كان من الأوفق لعماد متعب أن يخوض جولات مفاوضاته من أجل التجديد، وأن يطالب بما يريد من أموال دون أن يضع نفسه فى هذا الموقف الذى دفع صحفًا بلجيكية إلى اتهامه بـ"اللصوصية"، وهو الاتهام الذى أرى أن عماد متعب لا يليق به قياسا على حجم عطائه وأخلاقه العالية.
أقول ذلك وأنا أهلاوى، وأعرف أن الكثير من جماهير الأهلى سيعتبروننى مارقا، لكن النظرة الأوفق والأكثر احتراما هى التى تقوم على أن الدفع بنجم مثل متعب إلى الخارج ربما ينتج عنه فتح الطريق إلى العالمية كان سيفيد الكرة المصرية أكثر من بقائه بين جدران الأهلى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة