أرسل بهذه الكلمات إلى السيد أمين لجنة السياسات بالحزب الوطنى، كمواطن مصرى حريص على مستقبل بلده ويعشق ترابها، ويريد الخير للجميع وعلى رأسهم السيد جمال مبارك.
ففى ظل الظروف السياسية الصعبة التى يعيشها الوطن، وحالة فقدان الثقة بين الشعب والنظام الحاكم، بسبب الفساد الذى استشرى فى جميع مجالات الحياة، والتزوير الذى ساد الانتخابات وجعل التغيير أمرا مستحيلا من خلال صندوق الانتخابات، وأيضا سيطرة رجال الأعمال وبسط نفوذهم على الحياة السياسية والاقتصادية، واحتكار بعضهم لسلع رئيسية مستغلين مكانتهم فى النظام الحاكم الحالى.
كل ذلك يدفعنا لأن نقول للسيد جمال مبارك إن الحمل ثقيل، والأمانة كبيرة وتحتاج لخبرات سياسية كبيرة، وإن المرحلة المقبلة ستكون حرجة فى تاريخ مصر، لذا إشفاقا عليك نطالبك بالترفع عن الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، فقد وضح للجميع أن رموز النظام الذين يحاولون الحفاظ على استمرار الحال على ما هو عليه من خلال ترشيحكم لهذا المنصب.
ولذلك وجدناهم ينشطون بالمحافظات من أجل الترويج لترشيحكم، كما اجتاحت حملات البوسترات والتوقيعات القرى والمدن، وبالطبع رصدنا جميعا تقبل المصريين لهذه الحملة بفتور، وخروج حملات مضادة للتصدى لهذه الحملات مثل حملة "كبيرة عليك".
نحن لسنا ضد ترشيح جمال مبارك المواطن المصرى، الذى له حق الترشح وممارسة العمل السياسى، لكننا ضد ترشح جمال مبارك كوريث للنظام، وداعم للوضع الحالى، وإننا على يقين أن الأوضاع- إذا وصل للحكم- لن تزيد إلا سوءا بسبب سيطرة ديناصورات النظام على مقاليد الحكم.
إن الدعوات التى يطلقها مروجو حملة جمال مبارك للرئاسة، حول التغيير واستيعاب الجميع فى عهده ينقصها الصدق، لأن الأوضاع السياسية الحالية تؤكد أن جمال لن يغير، كما أنه يحتاج لمزيد من الخبرات حتى يدير الحوار السياسى مع القوى السياسية والأحزاب، فلم نجده ولو مرة يسعى كأمين سياسات للحزب الحاكم أن يدير حوارا سياسيا جادا مع المعارضين للنظام، ولكن انصبت مهام الرجل على محاولة إحياء دور الحزب فى الشارع المصرى منذ ظهر فى العمل السياسى وبالطبع كلنا استشعرنا ثمار الفكر الجديد الذى ظهر بوضوح، على صناديق الانتخابات وتأميم المجالس النيابية والمحلية، والانفراد بالقرار.
لذا أطالب السيد جمال مبارك عدم الترشح للانتخابات القادمة، وإعلان ذلك بوضوح على الأقل الفترة الرئاسية القادمة، حتى تستقر الأوضاع، ونبعد عن شبهة التوريث، ونتخلص من ديناصورات النظام المستميتين لبقاء الأوضاع على ما هى عليه، فمصر تستحق الضحية من الجميع حتى لو كان ثمن ذلك أرفع المناصب.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة