سعيد شعيب

انهيار إيران

الإثنين، 13 سبتمبر 2010 12:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من أجمل ما قرأت فى الفترة الأخيرة عن مقالة للأستاذ عبد المنعم منيب بعنوان "إيران صعود عسكرى وانهيار اقتصادى" على موقع اليوم السابع. أولا لأنها غير منحازة، فالرجل لا يهلل لنظام الملالي، ولا يقف منهم موقف العداء، ولكنه يقدم تحليلا عميقا استند فيه إلى لقطة هامة، وهى أن إيران تتقدم عسكريا وتنهار اقتصاديا، وهى فى رأيه تقتفى أثر الاتحاد السوفيتى السابق فى الاهتمام بالتصنيع العسكرى والإنفاق بكرم بل ببذخ عليه وعلى الصراعات الإقليمية والدولية التى تخوضها هنا وهناك، سواء كانت صراعات سياسية أو عسكرية، هذا بجانب الإهمال وعدم الكفاءة وانعدام الفاعلية فى إدارة الاقتصاد الإيرانى العام.

رغم أن الاقتصاد الإيرانى كما يقول الكاتب عبد المنعم منيب يمثِّل نموذجًا لِهَدْر الإمكانيات والفرص، ‏ رغم أنها تملك ثانى أكبر احتياطى نفطى فى العالم ‏(136.8‏ مليار برميل‏)‏ ورغم ذلك فإن النفط الذى يشكِّل ‏83%‏ من صادراتها‏، ‏يتمُّ تصديرُه خامًا‏، ‏ بينما تستورد ‏40%‏ من احتياجاتها من البنزين‏، وتتعرَّضُ لأزمات متكرِّرَة لنقْص الإمدادات منه‏، ‏وصلت بعضها إلى مستويات من التوتُّر العام‏، مثلما حدث عندما قنَّنَت الحكومة الإيرانية حصص البنزين للمواطنين فى عام ‏2007، ‏مما أدى لاندلاع مظاهرات وقلاقل كبيرة فى العديد من المدن الإيرانية فى شهر يونيو 2007، وهذا الأمر لا يمكنُ وصفُه إلا بأنه فشلٌ ذريع فى إحدى أبرز الدول الغنية بالنفط‏!

السؤال الآن: لماذا يحدث هذا فى إيران؟
أظن أن السبب هو أن الأنظمة الحاكمة تستند فى شرعيتها إلى الأيديولوجيا وليس الناس، وذلك حتى تبقى أطول فترة ممكنة، لذلك فالأيديولوجيا أهم من الشعب، فحتى فى الدول التى جاء رؤساؤها بطريقة ديمقراطية سلمية ينقلبون على الحريات، مثل شافيز فى فنزويلا، الذى حاول ويحاول أن يبقى رئيسا مدى الحياة، ويمارس القمع يوميا ضد خصومه، وينتهك حقوق الإنسان. وهو ما يحدث فى إيران وبطريقة أكثر فظاعة، لأن نظام الحكم يبنى شرعيته على أسس دينية، وطبيعى أن يكون أكثر استبدادا من الشرعيات الأيديولوجية الأخرى.

لذلك طبيعى أن تنهار اقتصاديات مثل هذه الدول، فلا يمكن بناء تقدم وازدهار، وربما يخالفنى الأستاذ منيب، دون حريات ودون نظم حكم مدنية شرعيتها من الناس وليس من الأيديولوجيا، حتى لو كانت دينية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة