بدأ العام الدراسى الجديد وأرجو صادقا أن يكون جميع أولياء الأمور الذين يقارب عددهم 15 مليونا، بخير، نعم هذا ما نرجوه لهم، هم الخارجون من مصاريف شهر رمضان ومصاريف العيد ومصاريف المدارس، وما أدراكم ما مصاريف المدارس ، لا ، أنتم تدرون طبعا ، همٌ بالليل ومذلةٌ بالنهار ، وهم كذلك المحشورون حشرا فى أزمات السيد وزير التعليم مع ناشرى الكتب الخارجية.
لم يكن ينقص أولياء الأمور المديونين المأزومين سوى أزمة جديدة بدرجة 8 على مقياس ريختر، أدخلتهم فيها وزارة التعليم رغم أنوفهم ، طيب الوزير عايز حق انتفاع 300 ألف جنيه عن المادة العلمية الواحدة من ناشرى الكتب الخارجية على مناهج الوزارة ، والناشرون رافضون ، وبعد عدة اجتماعات ولقاءات فشلت الوزارة فى حل الأزمة مع الناشرين الذين هددوا بطرح الكتب فى المكتبات والاكتفاء بدفع الغرامة الزهيدة التى يقررها القانون، لكن الوزير واجه التهديد بمصادرة المرتجعات القديمة فى المكتبات ، ونقل الناشرون الصراع إلى مجلس الدولة ومازال الوزير مصمما على مطالبه والنتيجة طبعا على دماغ أولياء الأمور
إليكم البشاير ونحن يادوب على عتبة العام الدراسى الجديد، أولها زحام رهيب على المكتبات بحثاعن بقايا الكتب الخارجية فى مكتبات الفجالة وصلت، حسب متابعة الزميل حاتم سالم أمس، إلى التشابك بين أزلياء الأمور مما يعيدنا إلى أجواء الجمعيات الاستهلاكية أواخر السبعينيات من القرن الماضى، لكن المرة دى على الكتب الخارجية مش الفراخ.
ثانيا، لما الكتب الخارجية تختفى من المكتبات وهى التى يعتمد عليها الطالب المتفوق والطالب البليد وبينهما المتوسط، كما يعتمد عليها العصاميون الذين لا يقدرون أو يرفضون أو يقاطعون الدروس الخصوصية وينصاعون مجبرين لمجموعات التقوية الإجبارية فى المدارس، ماذا يحدث؟ تنفتح سوق جديدة بقدرة قادر اسمه سوق "الملازم"، وهى مجموعة أوراق مدبسة عليها ختم المكتبة صاحبة الإنجاز تقوم بشرح فصل أو أكثر من منهج مادة معينة وتضع الأسئلة عليها ثم تطرحها فى السوق، ليقتنيها المدرسون والتلاميذ بديلا للكتب الخارجية ، وهذه الملازم تسرى الآن كالنار فى الهشيم ولا سلطة عليها لوزير التعليم.
ثالثا ،أعلن المدرسون الخصوصيون رفع أسعارهم ، على أساس أنهم سيبذلون الجهد مضاعفا ، جهدهم العادى والجهد الموجود بالكتب الخارجية.
أرأيتم أنها وقعت فى النهاية على رءوس أولياء الأمور مثلما تقع كل توابع رفع أسعار البنزين أو تحريك سعر الفائدة على أدمغة المستهلكين من منشية ناصر إلى حلايب وشلاتين ، لكن السؤال الملح: لماذا تركت وزارة التعليم كتبها بائسة لسنوات طويلة، لا يمكنها الحياة إلا عن طريق نقل الدم من الكتب الخارجية؟
ولماذا جاء الحساب فجأة ومرة واحدة وليس تدريجيا منعا لحدوث أزمة ، وحتى تستطيع الوزارة تقديم البدائل؟ وهل تستطيع الوزارة عمل كتب خارجية لشرح ما تطرحه من كتب رديئة؟ بمعنى آخر، ألا تستطيع وزارة التعليم منافسة الكتب الخارجية وجذب التلاميذ إلى الكتب الميرى؟ أليس هذا بالذمة أسهل من الجدال والتقاضى مع الناشرين وإرسال الفاتورة لأولياء الأمور!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة