اعتادت المعارضة أن تطالب بضمانات للانتخابات واعتاد الحزب الوطنى أن يرفض ويتجاهل طلبات المعارضة وحتى لو استمع إليها ووعدها فهو لا ينفذ.
وآخر اختراعات الحزب الوطنى أنه أعلن أن لديه وثيقة للضمانات، وأن الضمانات متوافرة، وما على المرشحين والناخبين إلا أن يمدوا أيديهم ليحصلوا عليها. وهى ضمانات تنفع فى الصيف والشتاء.
والضمانات المعروضة يضمن بها الحزب الوطنى الفوز فى كل الحالات، بعد أن احترف اللعب فى الضمانات الانتخابية، والأحزاب والحركات تطالب والقافلة تسير وتعوى . وسواء وجدت هذه الضمانات أو اختفت فالحزب الوطنى هو صاحب الأغلبية والنملية والعملية الانتخابية التى هى جاية بعد شوية.
وقد بحت الأحزاب ومعها الحركات واللجان الشعبية والحركية صوتها وقدمت العرائض والأوراق التى تحمل مطالبها مجمعة وموزعة ومخصصة ومفصلة، لكن الحزب أعطى الجميع ظهره، وأعلن أن الضمانات موجودة بوجود إشراف قضائى أو بدون، بسكر أو من غير، وأكبر ضمانة، هو أن الحزب الوطنى نفسه يفوز فى كل انتخابات، وهو أبرز دليل على أن العملية ديموقراطية، ولا داعٍ للتشكيك فى المصداقية المتوازية التى يمكن بناء عليها أن ينجح الحزب. لكن الجديد هو أن الحزب الوطنى سوف يحدد من يفوز من المعارضة، وحتى لو لم ترشح الأحزاب أحدا سوف ينجح لها نواب، وهى طريقة جديدة تعنى أن العملية ذاتية تماما.
والحزب الوطنى هو مخترع أهم اكتشافات الانتخابات البرلمانية فى العالم فهو يرشح من يرشحه ويضمن نجاحه قبل الإشراف القضائى وبعده، بل إنه وصل إلى درجة من اللعب فى الضمانات عن بعد وهى طريقة جديدة تضاف إلى إنجازات الحزب فى مجالات الحراك والضمانات والانتخابات الاستفتائية.
وبعد أن أعطى الحزب ظهره لأحزاب الائتلاف الرباعى والخماسى ومطالب الحركات، عاد ليعلن أنه أصدر وثيقة وضع فيها كل " البيض" السياسى لضمان نزاهة العملية وخلوها من الكوليسترول، وحتى تتمشى مع الوضع القائم للحياة السياسية المستمرة تحت الارتفاعات المسموح بها. وكما أشار الدكتور مفيد شهاب أستاذ الضمانات بالحزب، فقد تم اعتبار المشاركة من الأحزاب فى الانتخابات نوعا من الحراك، وأن الإشراف القضائى لم يتم إلغاؤه لكن تم تنظيمه لضمان استمرار الضمانات السرية فوق التواجد الانتخابى من أجل مصلحة المواطن ومصلحة الضرائب.
وعليه ومن تحته يصبح الحزب الوطنى هو صاحب أكبر عدد من المباريات التى يلعب فيها حزب سياسى تحت الخمسين سنة، وقد فاز فى كل مباريات الانتخابات بالأغلبية الساحقة وبفضل اللعب النظيف فى الضمانات الانتخابية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة