سعيد شعيب

علمانية تركيا

الأحد، 19 سبتمبر 2010 12:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم فرحتى الشديدة بالتعديلات الدستورية التى أقرها الاستفتاء الشعبى فى تركيا، إلا أن الأمر يتم تصويره وكأنه انتصار على العلمانية.. فهل هو كذلك فعلا؟!

لا أظن لأن ما طبقه كمال أتاتورك ومن سار خلفه هو استبداد، فقد أراد تحويل مسار بلد بالكامل، ولكنه لم يفعل ذلك إلا بالحديد والنار وكتب التاريخ مملوءة بالفظائع التى ارتكبها، ليس فقط تجاه الإسلام والمسلمين ولكن أيضا تجاه الأقليات الدينية والعرقية الأخرى.

وهو ما حاول أن يفعله بذات القدر من الاستبداد والعنف الكثير من الأنظمة مثل الاتحاد السوفييتى سابقا، والدول الاشتراكية التى كان أحد أهم أهدافها إزاحة الدين، ليس عن السياسة فقط، ولكن من الحياة كلها. وهو ما فعلوه وبذات العنف تجاه باقى الحريات الأخرى، منها الحريات السياسية والاقتصادية وغيرها.

هذه النظم التى انتشرت فى العالم بعد قيام الاتحاد السوفييتى فى كل أنحاء العالم لا يمكن القول إنها نُظم حكم علمانية، فهى مثل نظام أتاتورك نظم مستبدة تريد إعادة برمجة الشعب طبقا للنظرية التى ترى أنها صحيحة بالمعنى المطلق، وبالطبع فى صالح الشعب الذى لا يعرف مصلحته، وبالطبع يعرف قادته العظام مصلحته أكثر منه.

من هنا لا أتصور أن المعركة الدائرة فى تركيا ضد العلمانية، ولكنها معركة الحرية ضد الطغاة من العسكر وضد فئات طاغية من المجتمع تريد انتهاك حرية غيرها من الفئات، سواء كانوا مسلمين أو أكراد أو غيره.

فالعلمانية فى تقديرى ليست معركتها الدين، أى دين، ولا معركتها العقيدة أى عقيدة، ولكنها طريقة فى إدارة الدولة تحمى من خلالها حق أصحاب كل الأديان فى ممارسة شعائرهم، وحقهم فى الدعوة لدينهم بطريقة سلمية. وهذا ما لا تتيحه الدول التى تتبنى ديانة محددة وتعتبرها هى الأولى بالرعاية (مثل نظام ملالى إيران)، وهو ما لا يمكن أن تفعله النظم المستبدة لأنها لا تؤمن بحق مواطنيها فى الحرية.

لذلك أتصور أن تركيا تحطم آلة الاستبداد التى بناها أتاتورك، وتسير فى اتجاه العلمانية والحرية.

اعتذار:
لظروف سفرى للخارج أعتذر عن الكتابة لمدة أسبوع.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة