صدر ضمن سلسلة كتاب دبى الثقافية، ديوان شعرى بعنوان "فضاءٌ لغبار الطلع" للشاعر الكبير أدونيس، يقع الديوان فى 137 من القطع المتوسط.
ويقول الكاتب سيف المرى رئيس تحرير مجلة دبى الثقافية فى افتتاحية الديوان "استهل شاعرنا الكبير أدونيس ديوانه بالاستشراف من شرفة تطل على بحر العرب، موجهًا أسئلته لامرئ القيس بن حجر، ومستندًا إلى طرفة بن العبد، حيث يرى أن شعر طرفة لا يزال يطرح سؤاله على أبجدية بحر العرب، ويجنح ثانية مع امرئ القيس وهو يخصف نعله بالماء والرمل محولاً الجدران إلى أجنحة لكى يحيا، ومبتكرًا المكان ومحمولاً على ناقة الشعر".
ويضيف المرى، "لا شك أن أدونيس كان يستشعر امرئ القيس وهو يعيش بين غربتين: أدناهما المكان وأصعبهما الزمان، وتبلغ الغربة أقصاها حين يخاطبنا، وهو فى أقصى الأرض بقصيدة شانغهاى فى حفل يبدأ ولا ينتهى، ويسهر هو على قبر المعنى، فهل تراه وجد أن الكلمات لم تعد أجسادًا قادرة على احتمال روح الشعر وتتكرر الأبجدية؟".
ويقول الكاتب نواف يونس مدير تحرير المجلة، "إن أجمل ما فى أدونيس ذلك الحس النقدى الذى طال مفهوم أبعاد وجوهر الحداثة الشعرية العربية، والتى من وجهة نظره لا يجوز لها أن تختزل الحركات العلمية والفنية والاجتماعية والدينية، على مر العصور، بالخروج عن أوزان الخليل بن أحمد الفراهيدى، مصرِّاً على أن نمارس وعينا الحاضر بالكتابة، مما يجعلنا نؤسس لعالم أفضل من خلال إنسان أكثر انخراطًا فى الحرية".
ومن قصائد الديوان قصيدة بعنوان "العابر المقيم" يقول فيها:
من قال: "الشاعر لا يدخل السماء
إلاَّ محروسًا بالجحيم؟"
سؤالٌ لا يزال شعر طرفة بن العبد
يطرحه على أبجدية بحر العرب.
الجهات هنا هى الجهات كلها
طيور مهاجرة، أبراج بوارج، كيف لماذا أنى أين؟
إذًا، هل تعانق الرمل أيها الماء، هل تعانق الماء أيها الرمل؟
هل العابر هو وحده المقيم؟ هل الأبدى هو، وحده، الفقير إلى الزائل؟
الصحراء التى نامت فجأة فى سرير العشب
تنهض وترقص.
"أهناك حكمة واحدة لا تقدر المعرفة أن تبطلها؟"
سألتنى موجة فى طريقها إلى أن تلتطم بشمس الشاطئ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة