فى مداخل ومخارج محافظات مصر تجد لافتات ضخمة عن، محافظة الغربية ترحب بكم أسيوط مع السلامة، أو ابتسم أنت فى المنوفية، ولا تعرف ما إذا كانت هناك محافظات أخرى تدعو المارة للابتسام.. مع آه من الصعب على الراكب أو الماشى أن يشعر بأى شىء يدعوا فى الابتسام.
ومع هذا فأنت أمام ما يجرى فى مصر لا تملك سوى أن تبتسم وتقهقه على نفسك وأحوالك ومن حولك، وأكثر ما يثير الضحك والرثاء معا هو حالة الانتخابات عندنا، فقبل الترشيح بسنة يعلق المرشحون لافتات تشكر المواطنين، وتحييهم وتعدهم، ومن أجلهم رشح كل هؤلاء الآلاف أنفسهم ومن أجلهم سوف ينجحون أو يقطنون، ولا أحد يصدق أن المرشح الهمام يتكبد كل هذه المتاعب من أجل مواطن لا يراه ولا يعرفه بل إنه يتحاشى أن يقابله فى الشوارع والطرقات. والناخب لا يصدق والمرشح لا يصدق.
وربما يكون من الأفضل أن يعلن المرشح الحقيقة ويعلنها بصراحة، وحبذا لو علق لافتات تقول "من أجل الحصانة رشحت نفسى"، أنقذ مصيلحى من السجن وانتخبه، لأنه مديون وعليه شيكات تستحق الدفع، وربما يكتب مرشح آخر "رشحت نفسى من أجل أراضى الدولة، سقعونى تجدونى أيها الناخبون" ويؤكد المرشح الصادق، انتخبونى ولن ترونى، أو ابقى قابلنى أيها الناخب. وزميله يرفع شعار "مرشحكم مسجل خطر موبايلات، انتخبونى من أجل وزارة الاتصالات".
وفى كل الأحوال لن يذهب الناخب لأنه لا يصدق ولأنه تعب من اختيار مرشحى الحزب الوطنى طوال 30 عاما، مع أن الحزب كله أصبح من أجلك أنت، وهم يعرفون أنه من أجل نفسه، ومن أجل خاطر عيونه، وأنهم ناجحون هم ومن يختارهم الحزب حتى لو وقفوا على رؤوسهم..
وشعارهم، من أجل التزوير سوف أنجح غصبا عنكم، اذهب أو لا تذهب إلى اللجان فسوف ننجح بالقانون أو بدون، بالإشراف القضائى أو الإشراف الحكومى، بالذوق بالعافية سوف ينجح الوطنى وينقذ مصيلحى.. سلموا على الضمانات.. وموتوا بغيظكم.