مشهدان فى يوم واحد يكشفان دون الحاجة إلى مجهود كبير أو مقارنات عقلية عن حالة البلد سياسة وأمن..
المشهد الأول واجهت قوات الأمن بعنف الوقفة الاحتجاجية النى نظمتها قوى سياسية مختلفة فى ميدان عابدين تحت شعار لا للتمديد لا للتوريث، المظاهرة أو الاحتجاج تمت وسط حصار أمنى تام منع الحركة وتم اعتقال ما تيسر من المحتجين أعضاء الجمعية الوطنية أو أحزاب الغد والكرامة بالرغم من أن المشاركين لم يكونوا بالآلاف كما أن أحدا منهم لم يكن يحمل أى نوع من الأسلحة البيضاء أو الحمراء أو الخضراء، ربما باستثناء حناجر أو أوراق بيضاء. تم الانتصار على المحتجين والقضاء على المظاهرة.
المشهد الثانى فى نفس اليوم بعد ساعات من أحداث عابدين حاول بعض ألتراس الزمالك دخول النادى الأهلى لتشجيع فريقهم، لكن أمن النادى الأهلى اعترضهم وأخبرهم أن المدرجات ممتلئة، هاج ألتراس الزمالك وهاجموا واجهات النادى الأهلى كما ألقوا الطوب والزجاجات داخل النادى وحطموا السيارات خارجه. وانطلقوا يدمرون فى الشوارع وتصدى لهم وطاردهم ألتراس الأهلى لتستمر المشاجرات والحرب بالأسلحة البيضاء والمولوتوف والزجاج الفارغ وتنتقل المعركة إلى المهندسين، حيث تم إغلاق شوارع المهندسين خاصة البطل أحمد عبد العزيز من قبل البلطجية الذين هاجموا السيارات وحطموا بعضها ودمروا أتوبيس نقل بالكامل. كل هذا استمر ساعة أو اكثر وبالطبع غاب الأمن الذى كان مشغولا فى مواجهة متظاهرى عابدين الذين لم يحطم أى من أعضائها واجهات ولا حمل سلاحا.
النتيجة أنه مسموح بالبلطجة والتحطيم طالما كان الفاعل بلطجيا ألتراسيا أما المحتج السياسى فممنوع حتى لو كان مسالما.
لقد كان مشهد الأمن فى مواجهة المحتجين فى عابدين قويا ومعبرا وحادا والتعليمات بألا تتجاوز الاحتجاجات أماكنها، وتم اتخاذ إجراءات احترازية لمنع التدفق من الشوارع الفرعية ولم ينجح سوى المحترفين. ولم يكن مع أيهم سلاحا من أى نوع.
بينما كان مشهد البلطجية يحطمون النادى الأهلى ويغلقون شوارع المهندسين ويرهبون المارة خاليا من الأمن. لقد تم اعتقال نشطاء المحتجين فى عابدين بينما لم وربما لن يتم القبض على أى من البلطجية الذين روعوا الآمنين . أو على الأكثر سيتم القبض على عدد منهم مثل كل مرة . وقد أعلنت سلطات أمن القاهرة القبض على عدد من الذين حطموا واجهات الأهلى، وتم الإعلان أنه تم القبض على بعض بلطجية المهندسين لكن المؤكد أن أغلبيتهم هربت أو سوف تهرب ، مع أن الخطر الحقيقى من منظر الفوضى التى يثيرها البلطجية الذين لا يبدو أن هناك إحساس تجاههم مع أنهم يحطمون ويدمرون ويحرقون وداخل كل منهم طاقة تدميرية متطرفة ومتعصبة.. أو ربما لأن الأمن ساعتها كان غائبا أو مرهقا من مواجهة احتجاجات سياسية.. يرى القائمون على توجيه الأمور أنها أخطر، مع أن الخطر فى الفوضى والتعصب والبلطجة أقوى وأشد.
الرسالة واضحة ألتراس مسموح حتى لو كان بلطجيا مسلحا .. احتجاج سياسى ممنوع حتى لو كان سلميا.
موضوعات متعلقة:
بالصور.. الأمن يشتبك مع القوى السياسية الرافضة للتوريث أمام قصر عابدين..
بلطجية يسيطرون على شارع البطل أحمد عبد العزيز وسط غياب أمنى
القبض على مثيرى الشغب بـ"البطل أحمد عبد العزيز"