يدهشنى أن يستخدم بعض زملاءنا تعبير "الصحف المستقلة" لتوصيف المؤسسات الصحفية التى يملكها رجال أعمال.. والسبب أن هذا التعبير غامض وغير محدد.. أقصد مستقلة عن ماذا ولماذا؟
هل المقصود أنها "مستقلة" عن الحكومة.. فهل الاستقلال معناه أن تكون على طول الخط ضد النظام الحاكم وحده؟ وفى هذه الحالة هل تكون الصحف الحزبية مستقلة؟! وهل ينطبق هذا التعبير على فلان "المستقل" الذى يؤيد على طول الخط موقفا قويا سياسية أخرى؟!
لا أظن وبالتالى فالاستقلال عن الحكومة وحدها لا يمنح هذه الصفة.. فالصحف الحزبية مثلاً غير مستقلة عن أحزابها، بمعنى أنها تعبر عن توجهات حزبها وهذا لا يعيبها ولكنه أمر عادى جداً.
إذن أن تكون مؤيدًا أو معارضاً طوال الوقت لأى جهة، فهذا ينفى الاستقلال، وأن تكون الصحيفة معبرة عن توجهات مُلاكها - أياً كانوا - ينفى عنها صفة الاستقلال. إذن هى ليست صحف مستقلة، ولكنها صحف خاصة تعبر عن رأى أصحابها أياً كان وهذا لا يعيبها.. وبالتالى لا فرق بينها وبين الصحف التى تهيمن عليها الحكومة أو التى تهيمن عليها الأحزاب.
أى أنها تعبر عن توجهات محددة لأصحابها سواء كانت الحكومة أو الأحزاب أو رجال الأعمال.. وهذا لا يعيبها، بمعنى أنه أمر عادى جداً أن تكون للصحيفة سياسة تحريرية، ولكن المشكلة دائما تكون عندما تنتهك هذه السياسة التحريرية حق القارئ فى المعرفة، أى تمارس التزوير فى المعلومات لأسباب سياسية أو لمصالح مًلاكها أو تنتهك ميثاق الشرف الصحفى.
إذن ما يسمى بالصحافة المستقلة هو وهم كبير يريد أصحابها أن نصدقه.. والحقيقة التى لا أظن أن هناك خلافاً على أنها صحف خاصة، بالضبط مثل القطاع الخاص لا أكثر ولا أقل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة