احتجنا أكثر من 50 عاما حتى توافق نقابة الصحفيين المصريين على أن تكون عضوا فى الاتحاد الدولى للصحفيين، واحتجنا كل هذا الزمن حتى ندرك أن مقاطعة المؤسسات الدولية بسبب عضوية إسرائيل فيها جريمة، بل وجريمة كبرى، لأنها تحرمنا من الفوائد الجمة التى يمكن أن تعود على بلدنا من هذا التفاعل الدولي، أى مع كل دول العالم، كما أنها تضر بالقضية الفلسطينية، وتساعد إسرائيل فى رسم صورة الضحية المتحضرة، أى أننا ساعدنا وبغباء القاتل لكى يكون ضحية.
ما زلت أذكر عند أول زيارة لى لأوروبا منذ سنوات طويلة، كيف أننى خضت نقاشات طاحنة، لأن المثقفين الإيطاليين الذين قابلتهم يعتبرون أن إسرائيل ضحية عدوان همجى من الفلسطينيين الإرهابيين، فهل يمكن أن تصدق ذلك؟!
بالطبع من الصعب التصديق إلا إذا سمعته بنفسك، فالشعب الإسرائيلى المسالم مضطر للدفاع عن نفسه فى مواجهة إرهابيين ومتطرفين تغرق منطقتنا بهم، ويزيدون على ذلك، أى هؤلاء المثقفين من صحفيين وأساتذة جامعات وغيرهم، بأن هذه الدولة هى عنوان التقدم الإنسانى وواحة الديمقراطية فى محيط ديكتاتورى شرس وغير إنسانى يهدد وجودها.
فإذا كانت هذه هى الصورة التى لدى مثقفون كبار، فما بالك برجل الشارع العادى، ليس فقط فى أوروبا، ولكن فى كل أنحاء العالم، ولذلك فالمشاركة فى المؤسسات والمؤتمرات الدولية تجعلنا موجودين، نتعرف على غيرنا ونعرف كيف يفكرون، وما هو المفيد لبلدنا عندهم، كما أنه يشكل أكبر سند لقضية الفلسطينين العادلة.
أنا لا أتحدث عن عضوية الدولة المصرية فى مختلف المؤسسات الدولية، فالحكومات المتوالية، ودعنا نعترف كان لديها بعد نظر أكثر من مؤسسات المجتمع المدني، شاركت طوال الوقت، وكان وجودها وبغض النظر عن تقيييمنا له، أفضل مليون مرة من الغياب المخجل، هذا الغياب الذى دعم القتلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة