ياسر أيوب

هل نحاسب الآن رجلاً على ما قاله أم ما كنا نتمنى نحن أن يقوله؟

الأربعاء، 29 سبتمبر 2010 08:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما قاله هيكل، بالنص، فى قناة الجزيرة. . ينفى تماما اتهامه للسادات بقتل عبدالناصر، بل إن هيكل أكد أن هناك أسبابا إنسانية وسياسية وأخلاقية وعاطفية وعملية تمنع السادات من القيام بذلك. . وحتى لوأراد السادات ذلك فلم يكن فى مقدوره القيام بوضع السم لعبدالناصر.
عقب قرار السادات قبل اغتياله باعتقال هيكل. . كان هيكل غاضبا على السادات أكثر من أى شخص آخر فى حياته، وكتب هيكل كتابه الشهير خريف الغضب. . وكانت الظروف والمناخ والنوايا والمشاعر وقتها تسمح لهيكل وتتيح له استغلال أى معلومة أوحكاية أوحتى شائعة. . وبالتالى كان من الممكن توجيه هذا الاتهام للسادات بقتل عبدالناصر.
فجأة. . قامت القيامة على هيكل. . اتهموه جنائيا وأخلاقيا وسياسيا وإعلاميا بالإساءة للرئيس الراحل أنور السادات بعد أن ظهر هيكل على شاشة الجزيرة الأسبوع الماضى يؤكد أن السادات دس السم لجمال عبدالناصر فى فنجان قهوة أعده السادات بنفسه فى مطبخ الجناح الخاص للرئيس جمال عبدالناصر فى فندق هيلتون النيل قبل وفاته بثلاثة أيام. الشق الجنائى تولته رقية السادات. . ابنة الرئيس الراحل. . التى تقدمت ببلاغ للنائب العام ضد محمد حسنين هيكل بعد اتهامه الصريح لوالدها بقتل جمال عبدالناصر. . وقال الدكتور سمير صبرى، محامى رقية السادات، إن هيكل وجه عبر شاشة الجزيرة ومن خلال الصحف التى أعادت نشر البرنامج التليفزيونى وصاغته حبرا على ورق - اتهاما مباشرا وصريحا للسادات بقتل عبدالناصر، ولهذا تطالب عائلة السادات بالتحقيق مع هيكل مع الاحتفاظ بكل حقوقها الجنائية والأدبية. أما الشق الإعلامى فقد تولته صحف وبرامج تليفزيونية كثيرة جدا. . كان بعضها يحقق بالفعل، جادا ورصينا، فى قضية كبرى وهامة وشائكة. . رئيس سابق بات فجأة متهما باغتيال رئيس أسبق. . وبعضها الآخر لم يكن يحقق ولم يكن مهتما بأى حقائق وإنما كان سعيدا بمثل هذه الضجة والصخب والضوضاء والفوضى. . وبعض ثالث وجد فى الأمر مجرد فرصة جديدة لإحياء حرب جديدة فى مصر ضد الاثنين معا. . القناة الشهيرة ونجمها الكبير. . أو الجزيرة ومحمد حسنين هيكل. . ففى مصر كثيرون رسميون لا يحبون الجزيرة وهيكل معا. . وهناك اتهامات دائمة وسابقة التجهيز تلاحق القناة والنجم بالإساءة لمصر. وهكذا كانت العناوين والمقالات والصور والبرامج التى تشتم الجزيرة وهيكل تحت لافتة الدفاع عن السادات أوالثأر لجمال عبدالناصر. . وللأسف الشديد، لم يهتم الكثيرون بالتحقق من أى شىء، افترضوا مقدما أن هيكل قال ذلك بالفعل، واتهم السادات بدس السم لعبدالناصر، فبدأوا على الفور فى محاكمة هيكل ثم قناة الجزيرة أومحاكمة السادات أوالانتفاض لتبرئته. . وهى عادة مصرية بدأنا نمارسها فى بلادنا. . فالحقيقة ليست هامة. . وتقصى الحقائق رفاهية وترف لا تطيقه حياتنا اللاهثة المضطربة. . ولأننى كنت قد شاهدت بنفسى تلك الحلقة من برنامج هيكل على شاشة الجزيرة، ولم أخرج منها بأى انطباع عن أن هيكل يتهم السادات بأى شىء. . فقد بقيت أتابع هذه الحملة، أوتلك الفوضى، مندهشا ومنزعجا للغاية. . وفى النهاية لم يخطر ببالى إلا أن أكون أنا المخطئ وكل هؤلاء هم الذين على صواب. . فعدت إلى الحلقة نفسها وشاهدتها مرة ثانية وثالثة لعلنى أنتبه إلى ما سبق أن انتبه إليه كل هؤلاء الغاضبين والثائرين والصارخين والشامتين والمقاتلين. . وحين فشلت. . قررت أن أنقل للناس ما قاله هيكل بالنص وأنتظر رأيهم وشهادتهم. . فقد قال هيكل فى تلك الحلقة على شاشة الجزيرة: هناك شكوك أخذت بعض الناس إلى بعيد. . منها شكوك طالت الرئيس أنور السادات. . وأنا أظن وأعتقد أن هذا غير معقول. . وتصور أن السادات وضع السم لجمال عبدالناصر. . غير معقول. . لأسباب إنسانية. . أخلاقية. . عاطفية. . عملية. . مليون سبب تؤكد أنه لم يكن فى مقدور أنور السادات أن يقوم بذلك. . ولكى يصدق أحد هذا الكلام. . لا يكفى دليل واحد فقط. . بل لابد من دليل ودليل ودليل.
هذا هوما قاله هيكل. . بالنص. . وبالكلمة والحرف. . فهل هذا يعنى أن هيكل اتهم السادات بقتل عبدالناصر. . أم أنه يعنى أن هيكل ينفى ذلك الاتهام تماما. . فهيكل أكد أنه ليس من المعقول أن يقتل السادات عبدالناصر. . وأن هناك أسبابا إنسانية وسياسية وأخلاقية وعاطفية وعملية تمنع السادات من القيام بذلك. . بل إن هيكل أكد أيضا أنه حتى لوأراد السادات ذلك فلم يكن فى مقدوره القيام بوضع السم لعبدالناصر. . وأظن أن الأمر شديد الوضوح لا يحتمل أى لبس أو شكوك. . ثم إن حكاية قيام السادات بإعداد فنجان قهوة بنفسه لجمال عبدالناصر بعد انفعاله واحتداده على الرئيس ياسر عرفات فى النقاش. . سلوك طبيعى جدا وإنسانى أيضا ومتوقع بين أى صديقين، حتى لوكان أحدهما رئيسا للجمهورية. . ثم إن الشكوك التى ساورت البعض لأن السادات حين دخل إلى المطبخ لإعداد فنجان القهوة لعبدالناصر. . طلب من النوبى محمد داوود- المسؤول عن مطبخ الرئيس- أن يغادر المكان. . كانت شكوكا مغالى فيها. . فلابد ألا ننسى أننا نتكلم عن زاوية للمطبخ فى جناح داخل فندق. . وليس عن مطبخ حقيقى داخل بيت. . وقد يكون المكان لا يتسع للاثنين معا. . أو قد يكون السادات استشعر حرجا أن يقوم بإعداد قهوة بينما يقف إلى جواره طباخ الرئيس. . فالسادات وقتها كان نائبا لرئيس الجمهورية قرر فى لحظة ود وصداقة أن يقوم بإعداد قهوة لصديق وليس للرئيس. . ثم إن هيكل جاءته أوقات كان خلالها غاضبا على السادات أكثر من أى شخص آخر فى حياته. . بالتحديد عقب قرار السادات باعتقال هيكل قبل اغتيال السادات. . وقتها كتب هيكل حكاية السادات فى كتاب شهير سماه خريف الغضب. . وقرر هيكل عبر هذا الكتاب مواصلة حربه ضد السادات ولكن بطريقة الصحفى والكاتب حين يرصد ويحلل. . وقد يقتل أيضا. . دون طلقة رصاص واحدة أوحتى نقطة دم، وبالتالى كانت الظروف والمناخ والنوايا والمشاعر وقتها. . تسمح لهيكل وتتيح له استغلال أى معلومة أوحكاية أوحتى شائعة. . وكان من الممكن لهيكل توجيه هذا الاتهام للسادات بقتل عبدالناصر لوكان هيكل فى قرارة نفسه مؤمنا ومقتنعا بذلك. . ولو كان لديه نصف إيمان واقتناع. . لكان هناك فصل كامل فى خريف الغضب عن شروع. . أونجاح السادات فى اغتيال جمال عبدالناصر.
> اعتذار ضرورى للقارئ و«اليوم السابع»
أخطأت فى الأسبوع الماضى حين قمت بعملية حسابية تخص أرض مدينتى وقلت إن سعر 8000 فدان بسعر مائة جنيه للمتر هو 32 مليار جنيه بينما هو ثلاثة مليارات ومائتا مليون جنيه فقط. . وهوخطأ فادح وفاضح أيضا لا تصلح معه أى مبررات أو أعذار. . والاعتذار عنه حق للقارئ ولـ«اليوم السابع» وواجب لابد أن أقوم به احتراما للجميع قبل احترامى لنفسى. . ولكن كل تساؤلاتى تبقى قائمة كما هى حتى بعد تصحيح الرقم وتعديله. . فليس هناك سعر معلن لتلك الأرض حددته الحكومة. . وطيلة الأسبوع الماضى توالت الاجتهادات والكتابات عن تسعير أرض مدينتى. . وتراوحت الاحتمالات من 8 مليارات جنيه، كما اكد ذلك خبراء كبار لتسعير الأراض، إلى 99 مليار جنيه بأسعار اليوم كما أكد ذلك الصحفى الكبير سعد هجرس مدير تحرير جريدة العالم اليوم. . ولا يزال الجدل مستمرا. . والسعر غائبا. . لكن اعتذارى كان ضروريا وملحا وعاجلا وواجبا وأرجو أن يقبله القارئ وتقبله الجريدة أيضا.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة