السياسة عندنا من عجائب الدنيا، والحزب الوطنى من عجائب العجائب، والانتخابات من أعجب عجائب الأعاجيب.. ولهذا نجد أنفسنا وقد بدا الموسم الانتخابى أمام حزبين، وطنى ديموقراطى انتخابى إعلانى، يقدم الوعود والتصريحات، والإعلانات، و آخر وطنى بدون إضافات، يعاكس الأول وينافسه، يقدمان نفس البرنامج مع تغيير الديكورات.
الحزب الذى تنتابه حالة من النشاط الزائد فى عدة التصريحات خلال الانتخابات، ليس هو الحزب الذى يعود إلى قواعده مزورا، ناسيا ما أعلنه من قبل، الحزب الأصلى يرفع أسعار السلع والمدارس والعلاج والحديد، وأعضاؤه يتاجرون فى كل شىء، والثانى يتحدث عن محدودى الدخل، ورفع مستواهم، ومنحهم المكاسب والدفاع عنهم، ضد سياسات الحزب الأول.
الحزب الأول يورد الفاسدين والمحتكرين، ونواب الصنف والقرض والقمار والشيكات والأراضى، والثانى يعلن مجابهة الفساد ومحاربة الرشوة، وفى هذا الإطار الابتكارى لا نستبعد أن يدخل الحزب الوطنى الإعلانى، فى منافسة خلال الانتخابات البرلمانية، مع نفسه، أو ينقسم إلى فريقين، أحدهما بلباسه الوطنى الديموقراطى كامل الدسم والفساد، والثانى منزوع الدسم، وخالى من الممارسة.
ويمكن للمواطن العادى التمييز بين حزب الإعلانات، وحزب التصريحات، فالحزب الوطنى صاحب الأغلبية الواسعة، والاكتساح الكاسح، هو يحتل البرلمان، بأعضائه الذين يخلطون الصفقات بالتشريعات. ويفوتون أى فرصة لمحاسبتهم أو سؤالهم، يصدرون القوانين الملعوب فيها، ويمارسون الفساد بدون معلم، أما الحزب الثانى فيمكن العثور عليه فى برامج المساء والسهرة فى التلفزيون المصرى الرائد، يتحدثون عن الفكر الجديد، والمقلم، والقفز نحو المستقبل على أحصنة الماضى غير المنقطع.
وينفرد الحزب الحاكم عن أحزاب العالم، بأنه يقدم مرشحين أصليين فى الانتخابات يختارهم المجمع الانتخابى، وفى المقابل يضع مرشحين احتياطيين، على مبادئ الحزب، فإذا نجحوا انضموا إلى الأغلبية ليزيد الخير خيرين، ويسقط الحائط الرابع بين الحزب ومبادئه، أو بين الأصلى وأبو شرطة، الذى يعلن إصلاح السياسة وبوابير الجاز، وإعادة المياه السياسية إلى مجاريها ومصارفها.
وكما أن لدينا حزبين – إعلانى وحقيقى - لدينا حكومتان واحدة ترفع الأسعار والأخرى تعد بإلغائها، حكومة تعقد الاجتماعات وأخرى تعقد المؤتمرات، وتملأ الدنيا ضجيجا ووعودا، وكلاما وحديثا عن مصلحة المواطن، والسيطرة على الأسواق، والانطلاق نحو البديهيات.
قبل خمس سنوات كانت هناك انتخابات رأينا ما نراه الآن وقلنا ما نقوله، لأنه حزب ينقسم مثل الأميبا إلى أحزاب، مع الاشتراك فى التزوير.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة