صديقى الأستاذ محمد منير قرر ألا يشترى لابنته كتبا خارجية هذا العام، لأنه خاف أن يرسلها لتشترى الكتب فتحدث «كبسة» على المكتبة فيتم إلقاء القبض عليها ويجرى وراءها فى الأحداث.
أحدث جريمة فى مصر الآن هى حيازة الكتب الخارجية بالياء، لأنك لو حزت كتبا خارجة بدون ياء فالأمر أهون، ففى «الخارجة» ستتعامل معك شرطة الآداب، وهى شرطة لطيفة وظريفة ويمكنك أن تتدبر أمرك معها بسهولة طالما لم يلفوك متلبسا فى ملاءة، أما «الخارجية» فهى عكس «الداخلية» وربما يكون هذا مكمن الخطورة التى لا يعرف أحد سببها إلا بالاجتهادات، حيث طقت الفكرة فى رأس الدكتور أحمد ابن اللواء زكى بدر بحظر بيع وتداول الكتب الخارجية، واضرب يا زكى بدر يضرب زكى بدر.
الموضوع ربما يكون واضحا حين تم إلقاء القبض على مدير مبيعات سلاح التلميذ، حيث يلزمه ترخيص سلاح وليس ترخيص كتاب، خوفا على حياة تلاميذ المدارس الابتدائية، وحين تم ضبطه مَثَل أمام النيابة التى وجهت له تهمة حيازة 15 ألف كتاب خارجى، فدافع عن نفسه بأنها «تعاطى مش اتجار» حتى يخفف الحكم.
المشكلة فى حالة مدير سلاح التلميذ فى لحظة دخوله الحجز وبداية تعرفه على زملائه المحابيس، حيث يعرف كل منهم نفسه مقترنا بجريمته، فهناك من سيقول: سرقة، أو قتل، أو مخدرات، ضع نفسك مكان الرجل وأنت وسط عتاة الإجرام وأرباب السوابق واللواحق وأنت تنفخ صدرك وتأخذ نفسا عميقا وتقول: كتب خارجية، ثم تخيل ما سيحدث لك فور الانتهاء من الجملة.
الحمد لله أنهم انتبهوا أخيرا إلى أصحاب النفوس الضعيفة ممن ساروا فى طريق الشيطان وزينت لهم أنفسهم ترويج الكتب الخارجية وسط الطلاب الأبرياء فى وضح النهار، وإن كنا نلوم الداخلية على تأخرها فى إنشاء قسم مكافحة الكتب الخارجية الذى يقوم بمهامه حاليا على أكمل وجه، فقديما كان سلاح التلميذ من اختصاص شرطة مكافحة الشغب، والأضواء تابعا لمباحث الكهرباء، والمعاصر مسؤولية إدارة عصير القصب. وبهذه المناسبة نتوجه بالشكر إلى الدكتور أحمد واللواء حبيب وكافة رجال التعليم والداخلية البواسل، ونطالب بضم عيد الشرطة إلى عيد المعلمين وتسمية العيد المشترك: عيد الشرطة المدرسية.
تنبيه هام: يا كل أب ويا كل أم ويا كل أخ ويا كل أخت ما تقولش إيه اديتنا مصر، اتركوا الأسئلة المحرجة جانبا، وعلى كل من يحرز فى شقته أى كتاب خارجى أن يتخلص منه فورا، بالتمزيق أو الحرق ويمكنه أن يرميه فى بلكونة أى شخص يكرهه ويبلغ عنه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة