سعيد شعيب

استبداد جورج

الأحد، 05 سبتمبر 2010 11:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هدأت قليلا العاصفة التى أثارتها قوى المعارضة ضد الدكتور سعد الدين إبراهيم، متهمة إياه بعدم الوطنية، فهل هناك فارق بينهم وبين أعضاء الحزب الوطنى الحاكم الذين اتهموه بالإساءة لسمعة مصر وبعضهم اتهمه بالتجسس والعمالة وجرجروه فى المحاكم، وكانوا السبب فى نفيه خارج مصر عدة سنوات؟

الحقيقة ليس هناك فرق كبير بين أولئك وهؤلاء، فكلاهما يريد احتكار الوطنية لنفسه، يصبح هو معيارها الوحيد، وهو الوحيد الذى يملك توكيلها وحق توزيعها على غيره من الناس، إنه الاستبداد، ودعنى أقل لك بصراحة، إنه استبداد ألعن وأشرس من استبداد السلطة الحاكمة، لأنه يتخفى وراء شعارات براقة.

لكن لماذا كفرت هذه القوى السياسية الدكتور سعد الدين إبراهيم؟

السبب أنه وقع على بيان يؤيد حق جمال مبارك فى الترشح لرئاسة الجمهورية. وهذه مسألة عادية، بمعنى أن الترشح لهذا الموقع الرفيع حق لكل المصرين، طالما أنه يأتى عبر انتخابات حرة ونزيهة وطالما أنه لا يحمل شبهة فساد من أى نوع، بما فيها فساد استغلال إمكانيات الدولة المصرية لصالح هذا أو ذاك.

هذا لا يعنى أن ما فعله سعد فوق النقد، بل هو مثله مثل أى فعل سياسى قابل للنقد والجدل والاختلاف، فهذه هى طبيعة الأمور، وطبيعة السياسة، بل وطبيعة الحياة، لكن غير الطبيعى هو ممارسة التكفير السياسى بسبب هذا الاختلاف، مثل أنه ليس طبيعيا أن يعتبر فهمى هويدى أن مقاومة الاحتلال الصهيونى الوطنية الحقة، فى حين أن مقاومة الاحتلال الإيرانى لجزر الإمارات خيانة.

للأسف مرة أخرى بعض من الذين أخرجوا دكتور سعد من "الوطنية المصرية" هو جورج إسحاق أحد مؤسسى حركة كفاية والمتحدث الأسبق باسمها والعضو الحالى فى الجمعية الوطنية للتغيير، فقد أخرجه عبد الحليم قنديل من "الوطنية المصرية" لمجرد أنه سافر إلى واشنطن. وها هو إسحاق يعيد إنتاج التكفير ذاته ضد غيره، وكأن هناك إصرارا على إعادة إنتاج الاستبداد بكفاءة منقطعة النظير.

للأسف هذا مزاج فاسد ما زال يعشش فى الحياة السياسية المصرية، سواء كانت السلطة الحاكمة أو معارضوها، وهذا هو السبب فى تعطل التطور الديمقراطى، فالحريات لا تقوم على النفى والاستبعاد، ولكن جوهرها هو الإيمان بالاختلاف، لأنه هو الطريقة الوحيدة للتقدم فى الحياة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة