تعودنا فى السنوات الأخيرة على أن نرى القتلى فى أوقات ذروة المنافسة أثناء انتخابات مجلس الشعب فى مصر، لكن لم نتعود أن نراها مبكرا، كما حدث أول أمس فى دائرة مركز المنصورة فى محافظة الدقهلية التى شهدت مصرع شخص وإصابة 5 آخرين.
المعلومات التى تناقلتها الصحف عن الحادث تقول إن اشتباكات وقعت بين أنصار النائب الحالى عن الدائرة ولاء الحسينى ومنافسة حاكم الشربينى الذى أعلن خوضه الانتخابات، وعلى أثر ذلك لقى شاب اسمه محمد محمد إبراهيم مصرعه ويبلغ من العمر 21 عاما فقط وأصيب خمسة.
معلونة تلك الانتخابات التى يسقط فيها شاب فى عمر الزهور، ملعونة لأن الضحايا فيها لا يموتون من أجل الدفاع عن فكرة أو من أجل الدفاع عن مصلحة عامة، وإنما هو موت مجانى يأتى تعبيرا عن عصبية ضيقة وأفق ضيق لا يقودنا أبدا إلى أى تقدم.
لو كانت الانتخابات تدور فى مناخ ديمقراطى صحيح لما شهدنا موتى وجرحى، لو كان المرشحون يتصارعون من أجل كسب ناخب عبر برنامج انتخابى لما سقط القتلى، لو كان الناخبون لديهم ثقة كاملة فى أن صوتهم سيؤدى إلى التغيير الحقيقى ما تركوا أنفسهم لمرشحين يعبثون بهم إلى حد قتلهم.
لا نسمع عن قتلى وجرحى يسقطون فى الدول الديمقراطية، لأن المنافسة تدور حول برامج حقيقة، ولهذا نرى أحزابا تحكم ثم يخلعها الناخب من الحكم فى حال تقاعسها عن تنفيذ ما وعدت به.
قتلى الانتخابات فى مصر هم فى الأصل ضحايا تجربة حزبية مشوهة تجربة ضاقت، ورغم أن هناك إصرارا على إبقائها كما هى هو ضحايا حزب حاكم يصر على أن يدير الانتخابات على مقاسه الخاص وضحايا أحزاب معارضة تسير فى سيرك الديمقراطية، وهى تعلم إنها مجرد عرائس فى سيرك يحركها آخرون.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة