كان هذا عنوان التعليق الذى كتبه الأستاذ على السيد حول مقالتى أمس "استبداد جورج"، وصاغ مبرراته فى سؤال: ماذا لو نزلت مرشحا لمجلس الشعب مستقلا ومعارضا الحكومة أشد معارضة، وفاضحا لصور الفساد والاستبداد المتفشى فى الحزب الحاكم، ثم فزت بعضوية مجلس الشعب نتيجة موقفك الشجاع، وعلى وعد لناخبيك بمواصلة الكفاح ضد الحكومة لنيل الحقوق المغتصبة ومكافحة الفساد. لكن فى اليوم التالى كنت أول المنضمين للحزب الحاكم.
واختتم الأستاذ على تعليقه بـ "جورج عندة حق".
الأمر هنا لا يتعلق بالموقف السياسى لأى إنسان، ولا يتعلق بكون هذا الموقف مؤيدا أو معارضا، ولكنه يتعلق بطريقة التعامل معه، وهى التخوين. وأن يقرر فلان، هكذا ببساطة، أن ينزع الوطنية عن غيره لمجرد الاختلاف السياسى. ومن ثم ليست المشكلة فى أن يغير الدكتور سعد الدين إبراهيم أو غيره من الناس موقفهم، وهذا لم يحدث رغم أنه حقه، كما أن من حق مخالفيه تفنيد مواقفه على حق جمال مبارك مثل غيره من الناس فى الترشح للرئاسة فى انتخابات حرة ونزيهة وفى ظل عدم استغلال موقع والده ولا فى استغلال إمكانيات الدولة سواء لمناصرته أو لعرقلة غيره . بل ومن حق منتقدى دكتور سعد أن يوجهوا له نقدا قاسيا، لكن ليس من حق أحد أن ينزع الوطنية عن أحد مهما كانت الحجة، ففى الحقيقة هذا استبداد فاضح ودمر ويدمر الحياة السياسية فى بلدنا.
أتمنى ألا يُفهم ضمنا أننى من مناصرى جمال مبارك، ولكنى لا أستطيع ولا أملك الحق فى أن اعتبر مناصريه خونة ، فهم مصريون وطنيون يعتقدون أن موقفهم لصالح البلد، وإذا كان فيهم منافقون وأصحاب مصالح، فهذا حال كل التيارات السياسية بما فيها المعارضة.
لذلك أنا مع ما قاله لى أمس صديقى الكريم محسن بدوى تفسير رائع، أن الوطنية تأتى من المواطنة، ومن ثم فكل المصريين وطنيون، على اختلاف توجهاتهم وأفكارهم السياسية، وبالتالى ليس من حق أحد أن ينزع هكذا وببساطة عن مصرى مثله حقا من حقوق المواطنة.
فالأداء السياسى الذى يعتمد لغة التخوين هو الأرضية الخصبة التى رعت مقولات من نوع هذا مسلم وهذا مسيحى وهذا بهائى، إنها وبصدق لغة العجزة غير القادرين على الفعل، وهى أسهل طريقة لتدمير بلدنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة