عادل السنهورى

أموال الزكاة والتوظيف الغائب

الخميس، 09 سبتمبر 2010 09:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الزكاة فريضة من فرائض الإسلام وهى أحد أركانه وأهمها بعد الشهادتين والصلاة، وقد دل على وجوبها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين.

وهناك فوائد اجتماعية كثيرة للزكاة ففيها دفع لحاجة الفقراء الذين هم السواد الأعظم فى البلاد، وتقوية للمسلمين ورفع من شأنهم، وفيها إزالة للأحقاد والضغائن التى تكون فى صدور الفقراء والمحتاجين، فإن الفقراء إذا رأوا تمتع الأغنياء بالأموال وعدم انتفاعهم بشىء منها، لا بقليل ولا بكثير، فربما يحملون عداوة وحقداً على الأغنياء حيث لم يراعوا لهم حقوقاً، ولم يدفعوا لهم حاجة، فإذا صرف الأغنياء لهم شيئاً من أموالهم على رأس كل حول زالت هذه الأمور وحصلت المودة والوئام وكما يرى جمهور العلماء فإن الزكاة فيها توسعة وبسط للأموال فإن الأموال إذا صرف منها شىء اتسعت دائرتها وانتفع بها كثير من الناس، بخلاف إذا كانت دُولة بين الأغنياء لا يحصل الفقراء على شىء منها.

هذه الفوائد كلها فى الزكاة تدل على أن الزكاة أمر ضرورى لإصلاح الفرد والمجتمع.
وفى السنوات الأخيرة تعالت أصوات عديدة للاستفادة من أموال الزكاة بكافة أنواعها واستغلالها فى أوجه إنفاق منظمة بما يحتاجه المجتمع من خلال تشكيل صندوق لتجميع تلك الأموال أو هيئة يشرف عليها أهل الخبرة وأهل الثقة دون تدخل حكومى يفقد الناس الثقة فى الحفاظ على تلك الأموال وتصريفها فى مجالات تنفع الناس.

وفى رأيى فإن أموال الزكاة فى مصر لو تم تجميعها فى قنوات شرعية ومنظمة لأمكن القضاء على نسب كثيرة من الفقر وسد حاجة الفقراء الحقيقيين واستثمارها فى إقامة عشرات المستشفيات مثل مستشفى السرطان والأورام وأمراض الكبد والكلى لعلاج ملايين المصريين المصابين بتلك الأمراض، وبالتالى نجنب الناس الاستجداء والتسول مثلما يحدث الآن فى إعلانات التبرع التى تثير الاستعطاف والغضب أيضا من مظاهر التناقض الاجتماعى فى مصر، فمشهد الأطفال المصابين بمرض السرطان يدفع للتعاطف معهم والدعاء لهم بالشفاء بقدر ما يدفع أيضا للحنق من مظاهر الإسراف والبذخ من جانب من لديهم الثروة فى مصر.

وبحسبة بسيطة فإن أموال الزكاة فى مصر لو تم تجميعها بشكل اقتصادى منظم فإنها قد تتجاوز 100 مليار أو أكثر يمكن من خلالها حل الكثير من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وتحقق الفوائد الكثيرة من ورائها ونحن لا ينقصنا أثرياء أو مشاركون فى أعمال الخير فهناك 20% من الأغنياء فى مصر يستحوذون على 46% من إجمالى الثروة فى مصر كما تشير تقارير رقابية وبرلمانية، والتقرير الحكومى الأخير لمركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء أظهر أيضا أن إجمالى حجم العطاء الخيرى الذى تنفقه الأسر المصرية نحو 4.5 مليار جنيه سنويا وأن إجمالى حجم الزكاة بلغ نحو 18 مليار جنيه سنويا.

لا تنقصنا الأموال حتى نتسول وإنما ينقصنا عقول تدير تلك الأموال بطهارة يد ونفس شريفة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة