لا يستطيع أحد أن ينكر حجم الحادث المروع الذى شهدته كنيسة القديسين بالإسكندرية، ولا نقدر أن نقلل من كل المحاولات الإعلامية لتجاوز هذه المحنة التى يمر بها الوطن من استضافة للمستنيرين من الفنانين والإعلاميين والكتاب والمثقفين أصحاب الثقل السياسى والمصداقية فى الشارع المصرى، ولكن الذى لا أفهمه حقا هو هوجة الأغانى التى تظهر فى مثل هذه المناسبات والسرعة التى يتم من خلالها إطلاق هذه الأغنيات لأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، ولن تستطيع أمام هذا الشلال الهادر من الأغانى إلا أن تسأل نفسك «مين دول» هل يبحثون عن أى فرصة للشهرة ولفت الأنظار.. لأنه وببساطة من سيصدقهم ؟ وما هو مشروعهم الفنى؟
وهل لديهم تراكم فنى عن الجمهور ليبحث عن أغنية وطنية تتحدث عن الوحدة الوطنية تتغنى بها رحمة، وحجازى متقال، وحتى شاهيناز أو محمد القماح وعمرو مصطفى ومروة نصر، التى كانت أسرع المطربين والمطربات فى تسجيل وإذاعة أغنية بعنوان أرض واحدة.
وإذا كان من العادى أن تستغل مروة وأخواتها الفرصة للظهور فى مثل هذا الظرف التاريخى إلا أن الغريب والمدهش بالنسبة لى كان فى استضافة برنامج مثل «مصر النهارده» للمطربة مروة نصر التى لم تكتف بالغناء طبعا بل جلست ولا فض فوها تنظر وتتحدث عن الوحدة الوطنية وعنصرى الأمة، ولم تكتف المطربة بذلك بل أخذت تتحدث عن المخطط الخارجى للنيل من أمن وأمان مصر، وطبعا لم تنس أن تذكر أن لها أصدقاء كتييير مسيحيين.
ما يحدث هو شىء لا يصدقه عقل من جانب التليفزيون المصرى، وخصوصا برنامج بحجم »مصر النهارده«، أعتقد أنه فى مثل هذه الظروف السياسية الحرجة التى لا تحتاج إلا لكبار فنانينا سواء من المطربين أو الممثلين، لأننى بالتأكيد سأصدق نجما بحجم هانى شاكر أو على الحجار، ولكن بالتأكيد لن أستطيع تصديق فنانة مثل مروة نصر وأخواتها».
ولذلك أسأل التليفزيون أين محمد منير فى حدث مثل هذا، خصوصا أنه يملك أغنية أكثر عمقا وتحمل الكثير من معانى الغضب وتتغنى بحب الوطن والرغبة الأكيدة فى التغيير، رغم كل الانكسارات والإحباطات التى يعيش فيها المواطن العاشق لهذا البلد فلماذا لم يتم الحصول على الأغنية وإذاعتها بدلا من طوفان الأغانى الركيكة التى بلينا بها، خصوصا أن أغنية منير التى سيطلقها قريبا بعنوان «إزاى» شديدة التميز، ولم يعبئها منير فى ساعتين بعد حادث الإسكندرية الغادر ، ولكنه يعمل عليها منذ أكثر من سنة يعيد فى بنائها مع الشاعر الذى ألفها ويعيد فى تلحينها وتوزيعها لتخرج بشكل يليق باسمه كفنان مهموم بهذا البلد، حيث يقول مطلع الأغنية «إزاى ترضى لى حبيبتى أعشق اسمك وانتى عماله تزيدى فى حيرتى ومنتيش حاسة بطيبتى، إزاى مش لاقى فى عشقك دافع، ولا صدقى فى حبك شافع، إزاى أنا رافع راسك وانتى بتحنى فى راسى إزاى».