"لا تختزل مصر كلها فى كيلو لحمة، هذا حديث شعبوى وليس منهجيا". هكذا رد المهندس أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطنى، على النائب نبيل فسيخ، حين قال النائب: "الأجور لا تتناسب مع ارتفاع الأسعار بعدما وصل سعر كيلو اللحمة إلى 70 جنيها".
جاءت كلمات أمين تنظيم الوطنى فى اجتماع لجة الخطة والموازنة بمجلس الشعب يوم الثلاثاء الماضى بعد أن قدم أرقاما حول قيمة الرواتب الأساسية للعاملين بالدولة، والعلاوات والمكافآت، وغيرها، ورغم ذلك وكما بدا من تعليق النائب فإن هذه الأرقام لم تقدم إجابة شافية ومقنعة عن الأزمات الاقتصادية التى توغلت، وارتفاع الأسعار الجنونى الذى لا تستطيع الحكومة وقفه، ومن أهم مظاهر هذا الارتفاع كيلو اللحم الذى لم يعد بمقدور موظف فى الدولة الإقدام على شرائه أسبوعيا.
طلب أحمد عز ألا نختزل مصر كلها فى كيلو لحمة، هو محق فيه فى حالة واحدة فقط وهى أن يجد الفقراء أملا فى شراء اللحم من الأصل، لكن كيف يتقبلون كلامه وهم محاصرون بالغلاء بدرجة أفقدتهم الثقة فى أى سياسة حكومية، والأمر فى ذلك ليس محل جدل بالأرقام، فالأرقام التى تتحدث عنها الحكومات بوصفها دليلا على تحسن الأداء الاقتصادى تقابلها أرقام أخرى تؤكد أنها دليل على فشل عام، والمعيار الصحيح للاحتكام فى صراع الأرقام هو الشعور العام بأن هناك سياسات بالفعل تقضى على غول الغلاء أو تقاومه، وشعور الفقير بأنه على الأقل إذا لم يستطع شراء كيلو لحم فى أسبوع، فمن الممكن أن يشتريه فى الأسبوع الذى يليه، أما وأنه لا يستطيع الشراء على طول الخط، فهذا يعنى الحرمان الذى قد يؤدى إلى نتائج وخيمة ، وبالتالى لن يصدق أحد المهندس أحمد عز وهو يرد على النائب: "لا تختزل مصر كلها فى كيلو لحمة، هذا حديث شعبوى وليس منهجيا".
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة