الذين لم يفرحوا لثورة الشعب التونسى وهروب الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن على هم يتامى الرئيس "الزين" فى مصر..! وهل ترك بن على وراءه يتامى من الرجال الذين اتشحوا بالسواد بعد هروبه وتواروا خجلا بعد سقوط نظامه؟
الإجابة بالفم المليان نعم.. فاليتامى الآن هم الذين استفادوا من نظام بن على وغرفوا من عطاياه ونعموا بفنادقه وقصوره ومجدوه فى صحفهم وكتاباتهم فى إعلانات مباشرة وملفات كاملة أملاها عليهم كتبة نظام قصر قرطاج المخلوع فى تونس، وزينوا بها صفحات كاملة بعناوين كاذبة ووصفوه بأنه "راعى نهضة تونس الأول وقائد واحة الديمقراطية ونصير المرآة وحقوق الإنسان فى تونس".
كان المئات من الصحفيين محرومين من الكتابة فى تونس ومئات والنشطاء التونسيين فى المنافى، وخلف أسوار السجون التونسية، وملايين التونسيين محكومون بالبطش والقمع والإعلانات والكتابات المضللة لليتامى تتحدث عن الزين بن على الديمقراطى الأول والحقوقى الأول والإنسان الأول، وتجمل الديكتاتورية بأموال الشعب التونسى وهو ما جعل إحدى الصحفيات التونسيات وهى المناضلة نزيهة رجيبة تصرخ فى وجه اليتامى فى قلب نقابة الصحفيين المصريين منذ 4 سنوات تقريبا وتقول لهم: "لاتأكلوا من لحمنا".
صرخة رجيبة لم يكترث بها "اليتامى" ولم ينصتوا لندائها واستمروا فى تلقى الإعلانات المدفوعة التى تحمل عناوين براقة ومشعة عن جنة الزين الديمقراطية فى تونس وصوره الملونة. بل إن بعض تلك الإعلانات كانت بمثابة خديعة للقراء ولم تنشر كإعلان وإنما نشرت ضمن الموضوعات الصحفية وبعض اليتامى أمسك بالعصا من المنتصف ونشرها فى صفحة "موضوعات خاصة"، لكن أحدا منهم لم يشر صراحة إلى أنها إعلانات مدفوعة.
ولعلها فرصة لتنشيط ذاكرة القراء فى مصر بالعناوين التى خطها يتامى الزين فى صحفهم سواء حكومية أو حزبية أو خاصة، فهذه صحيفة كتبت عن "أولوية قصوى لحقوق الإنسان فى فكر زين العابدين بن على" وأخرى أكدت أن "المواطنة أساس المشروع الديمقراطى بتونس"، وثالثة قالت بأن "المرأة التونسية فى مواقع القرار السياسى" مشاركة كاملة فى تجسيم المشروع المجتمعى وترسيخ المسار الديمقراطى التعددى"، وعناوين أخرى أشارت إلى أن "تونس الأولى أفريقيا فى استخدام التكنولوجيا"، و"الأمم المتحدة تشيد بالتحول التونسى"، و"المرأة التونسية تؤكد فخرها بمكاسب الاستقلال وإنجازات التغبير"، و"الاقتصاد التونسى يجسم أهداف التنمية الوطنية ويواجه بفاعلية تحديات العولمة"، و"الشباب.. ركيزة تحصين الاستقلال فى تونس"، و"الرئيس التونسى يعيد الاعتبار لقطاع الإعلام لدفع المسار الديمقراطى والتعددية"، و"المواطنة أساس المشروع الديمقراطى".
تلك كانت بعض العناوين لإعلانات يتامى زين العابدين بن على ولا نستثنى منهم أحدا والتاريخ سيحاسبهم على ذلك، ولن نذكر أحدا بعينه، فالقائمة معروفة والأسماء التى اعتادت على زيارة تونس كضيوف دائمين فى كل المناسبات السياسية والثقافية لا تحتاج لإعادة التذكير بها، فإعلانات وموضوعات التمجيد والإشادة بديمقراطية وإنسانية زين العابدين بن على يمكن الرجوع إليها لمعرفة من هم يتامى "الزين" فى مصر الآن.