ماذا يفعل الأخ زين العابدين بن على الآن؟ كيف يقضى أيامه هو والسيدة ليلى الطرابلسى وبقية أفراد العائلة الكريمة التى حالفها الحظ وأمسكت بالمروحيات المغادرة العاصمة تونس باتجاه جدة؟ .. يصحو فى موعده صباحاً باكراً فيتناول مشروباً ساخناً ويتريض، ثم يقبض على الريموت كونترول أنيسه ورفيق وحدته الطويلة، يقلب بين الفضائيات والقنوات ليرى من نكل بهم أمس ونفاهم وسجنهم يملأون الشاشات بصراخهم وتهديداتهم واتهاماتهم له ولحرمه المصون ولنظامه بالكامل، يرى وزيره الأول يختلف مع رئيس مجلس النواب أيهما يمسك بزمام السلطة، ثم يرتضيان على تقاسم الأمر، أحدهما للرئاسة والآخر لتشكيل الحكومة.
هل انتاب الأخ "الزين" الغضب من تلك الحكومة التى شكلها وزيره الأول، ولم تضم سوى 6 وزراء فقط من الذين اختارهم وأقرهم سابقاً، ما هذه الأسماء الجديدة والوجوه الجديدة القريبة، كيف سمح الغنوشى لنفسه أن يشرك حزب النهضة فى الحكومة، هل نحن على أعتاب القيامة؟ ثم يتذكر الأخ الزين أن من يده فى مياه "جدة" ليس كمن يقبض على جمر تونس!، هل جرب أن يتصل بالأخ الغنوشى ليعطيه نصائحه، ليست توجيهات بالمعنى المتعارف عليه، فاللهجة لابد أن تكون ناعمة ومصلحة الوطنى المحبوب لابد أن تسبق كل جملة، لكن هل رد عليه الغنوشى أما أغلق الجوال والأرضى، وسد كل الخطوط فى وجهه حتى لا يمسك عليه أحد من المتحكمين نص المكالمة ثم يتهمه بالتعاون مع الديكتاتور المخلوع، التسمية الشائعة للرئيس "الزين".
لا بأس فلأتابع من بعيد، وفى النهاية تونس وطنى الغالى، ووطنى لو شغلت فى "جدة" عنه لنازعتنى فى قصر جدة نفسى.. إذن لا مفر من اللجوء للريموت وتقليب المحطات، بانتظار أى فرصة لإرسال الرسائل إلى رجال الماضى، لعل بعضهم يحمل قدراً من الوفاء والعرفان لسيدهم ومن قدمهم إلى مراتب الحكم ومقاليد السلطة!
لا بأس، تقول السيدة ليلى للأخ الزين، عندنا ما يكفينا وزيادة وأسرتنا معنا، لنقضى الوقت فى "الشوبنج" والنزهات، ولنقضى تقاعداً مريحاً لقد خدمنا هذا البلد بما فيه الكفاية، ولا داعى أن نشغل أنفسنا به مادام الناس "الحوش" دفعونا بعيداًً عن رقابهم ليأخذوا هم أدوار أسيادهم، متصورين أن أى أحد يحكم والسلام، دعهم يجربون سيادة الرئيس ولننعم نحن بحياتنا، أريد أن أقضى أياماً بمهرجان التسوق بدبى، وأن أقيم حفلة شواء على شاطئ جدة ثم أنطلق إلى الريفيرا.. أيام الانشغال والضغوط ولت.. وعلينا أن ننعم قليلاً بالراحة!
لا بأس سيدى الرئيس، تواصل السيدة ليلى الطرابلسى، لكن ما يقلقنى فى كل هذا الهرج والمرج أمران لا ثالث لهما، الأول العفريت ويكيليكس الذى سمعت أنه ينوى نشر حسابات المافيا والحكام الهاربين فى بنوك سويسرا، تبقى مصيبة "يا على" فلوسنا وتعبنا وشقانا لسنوات، مدخرات الأسرة سيكشفون عنها ويصادرونها، تبكى السيدة ليلى ثم تتمالك أعصابها، الأمر الثانى الذى يقلقنى ويجعلنى لا أنام أكثر من 6 ساعات، ما أسمعه عن القبض على أقربائنا وسجنهم أو محاولة قتلهم، وحشية ما بعدها وحشية، لم أكن أعلم أن عندنا متوحشين يا "زين" لماذا لم تصارحنى بذلك قبل أن نتزوج؟
أمام هذه الأخبار السيئة لا يجد الأخ الزين إلا أن يستعرض لحرمه وشريكته خطاب الأخ العقيد، وما يحمله من أمال وأحلام بأن يعود الشعب التونسى إلى رشده ويطرح عنه المتآمرين الخونة، وكلها أيام يا حبيبتى ويدعونا رجالنا المخلصون فى تونس لتستقبلنا الأغلبية المخلصة من شعبنا بالورود فى مطار العاصمة، وساعتها ستكون هديتى لك رأس المؤلفين اللذين افتريا عليك ووضعا كتاب "حاكمة قرطاج"!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة