عمرو جاد

أنا طائفى

الأحد، 02 يناير 2011 02:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما شعورك أيها المواطن المصرى إذا سمعت أن عددا من المسيحيين تظاهروا أمام كنيسة للمطالبة بعزل مسئول ما (وحبذا لو كان مسلماً فاسداً)، هل تعتبر أن شيخاً يقول بعدم جواز ولاية القبطى والمرأة يعبر عن اجتهاده الشخصى الذى يحتمل الصواب والخطأ.. ما شعورك أيضا حين ترى عددا من نشطاء الأقباط يصرخون فى وسائل الإعلام للمطالبة بقانون موحد لدور العبادة، أو قانون خاص بالزواج الثانى؟ ماذا تريد أن تقول للبابا شنودة هل فعلا تريد التأكد من إسلام كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين؟ أيهما تفضل "غزو مصر" أم "فتح مصر"، هل يضايقك صور القرآن أو التراتيل المسيحية فى المترو، ما شعورك عندما ترى شخصاً يرتدى صليباً، هل تخشى اللحية وزبيبة الصلاة، هل تصدق فعلاً أن المسيحيين قليلو الاستحمام، كم مرة تندرت أنت وأصدقاءك فى جلساتكم الخاصة على تعدد زوجات نبى الإسلام، هل تعتبرى صداقة ابنتكِ لمسلم بداية لتغيير دينها، هل بدأتى تشكين فى أن العلاج الشعبى على يد القسيسين حرام شرعاً؟

ابحث بداخلك عن إجابات لتلك الأسئلة وحينها ستعرف حقيقة إيمانك بالمواطن، وستعرف أيضا إذا ماكنت طائفيا أم لا.. فإذا كانت كل إجاباتك نعم فأنت متطرف لا تحترم الآخر ولا تؤمن بالمواطنة من الأساس، ولا تستحق أن تعيش فى مصر التى منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، وهى تجمع خليطاً مختلفاً من البشر والألوان والعقائد والأفكار، فلم تنهَـر أو تختفِ من التاريخ، أما إن كانت إجاباتك تتراوح بين نعم ولا، فأنت مصرى لوثته رياح الطائفية التى نستعيذ باله منها، وأنصحك يا صديقى أن تحاول أن تعالج نفسك بأن تعرف دينك جيدا، فلا يوجد دين على وجه الأرض يدعو أى احتقار الآخر، أما إذا كانت إجاباتك كلها بنعم، فأنت ملاك طاهر لا يليق به العيش وسط كل هذا الضباب، أنت حكاية خيالية فى عصر لم يعد فيه جدات يحكين الأساطير، فبداخل كل واحد منا "طائفى صغير" سيظهر فى يوم ما إذا استدعته الظروف.

آسف يا صديقى إذا كنت أثرت اشمئزازك بالأوصاف التى ذكرتها فى البداية، لكن جرحنا الطائفى يحتاج لمزيد من الضغط حتى يخرج ما به من صديد، علينا أن نواجه أنفسنا، طالما نتغنى ليل نهار بالجسد الواحد وعنصرى الأمة والوحدة الوطنية.

أرجو ألا يغضب إخوتى المسلمين والمسيحيين، فكفانا حباً فى بعضنا على أغلفة الصحف وشاشات التليفزيون، فلنكن صرحاء، كلنا أصبح طائفيا بشكل ما حتى كاتب هذه السطور.. كان مطالبا بأن يخرج كل هذه الضغائن من قلبه.. قديما كان جدى يسير أميالا على قدميه أسبوعيا ليزور صديقه المسيحى متعللاً بأن "قهوته لذيذة"، الآن أنا لا أستطيع ذلك رغم أنى أحب القهوة.. فترى ماذا تغير؟








مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة