سعيد الشحات

المظاهرات بدأت من زمان

الأربعاء، 26 يناير 2011 01:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأت مظاهرات الأمس قبل سنوات، بدأت حين تشدقت الحكومة بإصلاحات سياسية واقتصادية، وصفتها بأنها رائدة، والحقيقة أنها كانت رائدة فى نتائجها المخيبة للآمال.

أسفرت الإصلاحات الاقتصادية عن فقر واسع، حددته الأمم المتحدة فى 9% بطالة من إجمالى القوى العاملة، وذلك فى تقاريرها عام 2007 و2008، وحددتها فى أن أغنى 10% من الأغنياء يحصلون على 8%، أضعاف ما يحصل عليه أفقر 10% من السكان، وأسفرت الإصلاحات عن 44% من السكان تحت خط الفقر (الدخل أقل من دولارين فى اليوم الواحد).

بدأت المظاهرات حين تعددت الاحتجاجات الصغيرة أمام مجلس الشعب، ولم تفهم الحكومة أنها بروفات صغيرة ليوم أكبر كان موعده أمس.

بدأت المظاهرات حين تعاملت الحكومة بصلف شديد مع كل دعاوى الإصلاح السياسى التى تطالب بها أطياف المعارضة، ولم تقف عند هذا الحد، بل مارست أبشع أنواع التزوير فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وضربت عرض الحائط بكل الأحكام القضائية التى صدرت لوقفها، وبالرغم من أن الشعب المصرى يعرف كيف تم إدارة الانتخابات، إلا أن الحكومة تعاملت مع الأمر، وكأنه لا يوجد ناخبون من الأصل، فكان الحصاد مجلس شعب هزيل.

بدأت المظاهرات مع إصرار الحكومة على أن تفصل الديمقراطية على مقاسها الخاص، وكأنه لا يوجد فى البلد غيرها.

بدأت المظاهرات مع إصرار الحكومة على أنها لا تسمع إلى نفسها، وأن كل من يخالفها يريد التخريب، وكأنها هى العاقلة الوحيدة والباقى مجانين.

بدأت المظاهرات حين انطلقت شرارة التغيير فى تونس، وانبرى رجال الحكومة فى مصر فى الحديث عن أن ما حدث فى تونس لا يمكن أن يحدث فى مصر، وكأن مصر محصنة ضد أى دعاوى التغيير، وبدأت المظاهرات حين لجأ بعض المواطنين إلى حرق أنفسهم، فتعاملت الحكومة مع الظاهرة، وكأنها لا تعبر عن ضيق اجتماعى عام من الفقر والفساد وكل شىء.

مظاهرات الأمس رسالة، إن لم تفهم الحكومة دلالتها، سيحدث مثلها وأكثر، ففى كل شعار أطلقه آلاف المتظاهرين بأمس يختبئ وراءه ألف مشكلة، وحلها ليس بخروج خبراء ليقنعوا الناس بعظمة الإصلاحات السياسية والاقتصادية التى مرت، فلو كانت عظيمة بالفعل ما خرج أحد إلى مظاهرات يعرف أنها قد تأتى عليه بمخاطر كبيرة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة