هلك المتنطعون والأفاكون والكذابون والمزيفون وأصحاب الأقلام الرخيصة.. هؤلاء الذين يرون الحق ثم يقولون الباطل، ويخشون فى الله لومة كل مسئول تلوثت يده بالفساد فى هذه البلد، هؤلاء الذين يبدأون كل سرقة أو وشاية أو نهب بـ"بسم الله".. انت تعرف عمن نتحدث.. أولئك الذين يسعون بكل جهد لارضاء ساداتهم بالنفاق، وتجميل كل ما هو قبيح وقتل الأمل الوليد فى أعين المصريين بأن ثمة تغيير قادم حتى ولو كان صغيرا، لكنه فى النهاية تغيير، هؤلاء الذين يعتبرون المطالبة بإنهاء الطوارئ كفرا والقضاء على البطالة ترفا وملاحقة الفساد رفاهية، وتغيير الدماء فى عروق هذا البلد نوعا من نكران الجميل، نحن شعب يستحق أكثر من ذلك فكيف سنصل لما نريد وهؤلاء يعيشون بيننا؟.
حينما يخرجون علينا بمانشيتات أسوأ من عناوين خطب النازى ليصفوا غضب 10 آلاف شاب وفتاة بأنه شغب وتجمهر وتخريب وتعطيل للمصالح وكل هذا الهراء، فإنهم يتخطون كل حدود الأدب واللياقة والإنصاف، فإذا لم تكن مؤمنا بما لا يفعلونه فلا تحاول أن تسفه منه، هذا إذا كنت ممن استعذبوا الظلم ورضوا بالذل وتكيفت ضمائرهم مع هذا الوضع المائل، أما إذا كنت أحد المنتفعين من هذا الوضع فلا نطلب منك سوى أن تقترض ولو قليلا من الحياء وتسمعنا صمتك الغالى، لا نريد تحليلات على غرار " بعض أصحاب السياسية، والقلة المندسة، والمدفوعون من الخارج" نريدك فقط أن تسكت ولا تبهرنا بعبقرياتك فى النفاق والافتراء.
كيف يقبل أحدهم أن تخط يده كل هذا الكم من الكذب دون أن يفكر ولو للحظة أنه سيحاسب عليه، كيف يقبل الواحد منهم أن يخرج بحلته الأنيقة على الفضائيات ثم يتقعر ويتمطى ويصف الغاضبين والثائرين بالتفاهة، ويتهم المقهورين من أبناء هذا الشعب الطيب، بتدمير وطنهم، ثم يعود الى بيته وينظر فى أعين زوجته وأبنائه، أم أنه أعطاهم حصانة ضد الصدق أيضا، هؤلاء الشباب الذين تعرقت أجسادهم ليطالبوا بما نخشى أن نذكره فى جلساتنا الخاصة، ويقولون للظلم لا فى الوقت الذى يقبل بعضنا أقدامه، هم أملنا الباقى لحياة كريمة، هم ورودنا اليانعة فى صحراء قاحلة نعيش فيها منذ عشرات السنين، لا تخشوا هراوت الأمن أو خراطيم المياه أو قنابلهم المزيفة، فالأفكار الكبرى والأحلام العظيمة لا يقتلها الرصاص المطاطى.