أعتذر لكل أصدقائى وزملائى المسيحيين، لا أعرف كيف أعبر لهم عن مدى ألمى فلم تعد الكلمات ذات معنى، أعتقد أن هذا يجب أن يكون لسان حال المسلمين جميعا.
لأننا ببساطة وبدون تعقيدات وحساب لما يجوز أو لا يجوز علينا أن نضع أنفسنا مكانهم للعام الثانى على التوالى تذهب إلى دار العبادة لتقيم صلاتك فتخرج جثة هامدة قبل عيدك يا الله ؟ كيف لإنسان خلقه الله كبنى آدم ونفخ فيه من روحه يقدم على جريمة كهذه وبقلب ميت يغتال أحلام مريم الشابة الفتية، والتى كانت تحلم وتحلم بالمستقبل كما كتبت فى صفحتها على الفيس بوك وكيف لإنسان من المفترض أن من صفاته الرحمة أن يفجر جسد أم وطفليها وكل ذنب الأم أنها اصطحبت أبناءها إلى الكنيسة لتصلى وتشكر ربها رغم كل الظلم والإحساس بالقهر الذى نحيا فيه.
وكل همها أيضا أن تعلم أبناءها أصول دينها وكيف وكيف.. إلى آخره ؟ بالأمس جلست لأتابع برامج "التوك شو" وكل ما تبثه فى عقولنا من كلام منمق عن الوحدة.
وأننا مصريون والدم واحد وكلام آخر لكبار المشايخ والقساوسة عن الوحدة واستهداف مصر وشعار يحيا الهلال مع الصليب، ولم أسمع شخصا واحدا يملك شجاعة الاعتذار نعم الاعتذار عن السكوت لسنوات طويلة، لذلك أصابتنى البرامج بحالة من الصداع المزمن، من كثرة الأكليشيهات التى تم ترديدها الوحيد الذى تحدث بشجاعة هو سكرتير عام حزب الوفد منير فخرى عبد النور مع الإعلامى معتز الدمرداش، والذى تحدث بجمل واضحة وحاسمة عن أن الأزمة ليست وليدة اليوم وأن السكوت هو ما ولد الانفجار الذى وصلنا إليه اليوم وأيضا الكاتب الصحفى سعد هجرس والذى شدد على أن الأزمة قائمة منذ السبعينات، وتساءل هجرس عن قوانين بناء دور العبادة والتى ما تزال حبيسة الأدراج ؟ وعن مجزرة الكشح والتى لم تشهد أحكاما قضائية تتناسب مع المجزرة التى وقعت إن جاز التعبير وكلام كثير ردده وأكد عليه ضيوف البرامج المختلفة من تدهور المجتمع وردة ثقافية نعيش فيها وتعليم متدنى إلى آخره وكل ما أخشاه أن يتحول الأمر إلى هوجة فى كل البرامج لمدة أسبوع لا أكثر وبعضها يعود الحال إلى ما كنا عليه نغلق الموضوع ولا نستيقظ إلا على أصوات حادث جديد ولكن وقتها سيكون الغضب أقوى ولن يستطيع أحد السيطرة على الأمر، وبعيدا عن مهدئات ومسكنات برامج التوك شو والكلام المعسول عن الوحدة والترابط وتشديد البعض على الموضوعية فى مناقشة الأمور ولا أعرف تماما عن أى موضوعية يتحدثون ؟.
بعد أن أصبحنا نسأل عن الديانة قبل أن نتعامل مع بعضنا البعض؟ عن أى موضوعية يتحدثون وخانة الديانة ما تزال فى البطاقات وجوازات السفر عن إخوة يتحدث المشايخ بعد أن تركوا عقول الشباب نهبا لدعاة كان كل همهم غرس الفتنة والتأكيد على"شكلانية" الدين الإسلامى أكثر من سماحته، وعن وزارة الإعلام المصرية التى تركت قنوات تدعى أنها دينية تغرس فى نفوسنا كل ما هو متطرف ورفض تام للآخر لسنوات طويلة ثم أخيرا استفاقت، والمفارقة أننى رغم شعورى بالخجل أنا والمئات من الأصدقاء الذين ما يزالون يملكون روحا متسامحة وعقلا واعيا فوجئنا بسيلا من الاعتراضات على وضع شعار الهلال مع الصليب عن طريق اميلات ورسائل على الموبايل مليئة بأجزاء من الآيات القرآنية وأحاديث نبوية لا نعرف من أين جاءوا بها وهو أمر أقرب إلى العبث ولكنه فى نفس الوقت يكشف لنا مدى الخراب العقلى والفكرى الذى وصلنا إليه، لنكن أكثر دقة أوصلنا إليه صمتنا واستسلامنا وأوصلتنا إليه دولة متراخية عن الحلول وتفضل المسكنات والترقيع طوال الوقت وأقول لهؤلاء كفاكم فقط فكر ولو للحظة وضع نفسك مكان زميلك أو جارك المسيحى.
فى مثل هذه الأيام كنت دائما ما أقوم بالاتصال بزملائى وأصدقائى المسيحيين لأهنئهم بالأعياد وزميلات ابنتى التى أصريت على أن ترداد مدرسة تابعة للكنيسة ووسط أغلبية مسيحية لتتعلم التسامح وقبول الآخر للمرة الثانية، ولكن هذه المرة أصعب لأننى أشعر بالخجل والخوف من اتصل بهم لذلك كان على أن أعتذر منهم جميعهم فى البداية وخصوصا من مريم وماريا وكارول وفادى ونيكولاس وأمجد وحنين وعمر وأحمد الأطفال الذين لا ذنب لهم فيما يحدث وللأسف قد يجنون ثمار لم يزرعوها من تطرف وصمت وتواطؤ.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة