وائل السمرى

شاهد عيان على سرقة "الشرطة" للمتحف المصري

الإثنين، 31 يناير 2011 04:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد يوم طويل حافل من المظاهرات والمطاردات والاختناق من أثر قنابل الدخان والقنابل المسيلة للدموع هرع المئات من شباب مصر نحو المتحف المصري خائفين على تاريخ مصر من التدمير بعد أن اشتعل مقر "الحزب الوطني" الملاصق للمتحف، كنا نجري خائفين على الماضي العريق بعد أن حررنا حاضرنا بشكل جزئ وتأهبنا لاستقبال مستقبل أفضل، على مداخل المتحف ومخارجه اصطف شباب مصر الواعي يحرسوا تاريخ الإنسانية الذي أصبح مهددا بعد أن انسحب قوات الشرطة من جميع مواقعها تاركة شوارع مصر ومتاحفها ومصالحها نهبا ومشاعا فيما وصفه الكثيرون بالمؤامرة، لكن ما لم يخطر ببالنا وقتها أن تقوم الشرطة التي كانت تضرب مئات الآلاف منذ دقائق بالقنابل الرصاص الحي بدعوى الحفاظ على أمن مصر، بسرقة محتويات المتحف.

لا أعرف أن كنا انتظرنا وصول قوات الجيش إلى ميدان التحرير ساعات أم دقائق، الناس استقبلت أخونها من القوات المسلحة استقبال الفاتحين، هاتفين "الشرطة بتضرب فينا عايزين الجيش يحمينا" وتجمعوا حول الدبابات صاعدين فوقها في فرح كبير، وحينما أراد قادة المدرعات والدبابات الدخول إلى المتحف لم نفسح لها إلى بعد إنزال جميع المدنيين من فوقها، دخلت قوات الجيش إلى حديقة المتحف، وبدأ الرجال في ممارسة واجبهم الوطني، كنا نشاهدهم وهم خارجين من داخل المتحف ممسكين بأشخاص في ملابس سوداء فنهتف لهم مهللين "الجيش والشعب إيد واحدة"
بعد قليل انتهى رجال الجيش من القبض من كانوا يسرقون المتحف ويحطمون فتارين عرض الآثار لينهبوا ما يقدروا عليه ويحطموا ما تطوله أياديهم الملوثة، وتم التحفظ عليهم وتفتيشهم ذاتيا في حديقة المتحف وتجريدهم من ملابسهم، وحينما سألنا أفراد القوات المسلحة أكدوا لنا أن بعض هؤلاء من رجال وزارة الداخلية وأنهم هم الذين فتحوا الأبواب ومكنوا المتسللين من العبث بآثار مصر وتاريخها، فانهالت عليهم اللعنات من كل المتظاهرين، ونادى الجميع بضرورة محاكمتهم محاكمة عسكرية، مصعوقا كنت أحاول تصوير هذه الواقعة وأمتلك بحوزتي العديد من الفيديوهات والصور التي تثبت كل كلمة كتبتها، بالصوت والصورة وبمجرد أن تنتهي حالة الطوارئ التي تشهدها مصر وعودة المحاكم والنيابات إلى عملها سأقدم كل ما بحوزتي للنائب العام أملا في أن يلاقي المجرمين عقابهم العادل، وأن تقتص مصر من الذين أرادوا بها سوء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة