"المواطنة"، تعبير سياسى تستدعيه الحكومة المصرية، وقت كل الأزمات التى تأخذ بعدًا طائفيًا، وحين تتصدى الحكومة وطاقمها الإعلامى لشرح معانى وأسرار هذا التعبير، لا تخرج بشىء منه.
تقرأ وتسمع فقط شروحًا إنشائية لمعنى سياسى وإنسانى وحضارى كبير، ولو سألت رجل الشارع المسلم والمسيحى عن المعنى الذى خرج به من "المواطنة"طبقا لشروح وتفسيرات الحكومة ورجالها، فلن تجده يعرف شيئا عنها، ولأن الحكومة مغرمة بترديد المصطلحات الكبيرة دون ترجمة حقيقية لها، تحصل على مزيد من فقدان الثقة بها، والمثير أن الحزب الوطنى الحاكم خصص قبل سنوات مؤتمره العام تحت شعار "المواطنة"، وأراهن إن كان أحد يتذكره الآن، فلا هو حقق شيئًا من الأهداف الكبيرة التى تحدث عنها حول المواطنة، ولا استطاعت الحكومة توصيلها للشعب الذى تحكمه.
يحتاج المسلم والمسيحى إلى التأكيد على مبدأ "المواطنة"على أساس أن الدين لله والوطن للجميع، لكن لن يشعر أحد بذلك طالما لا يجد مسكنا يؤويه، وملبسا يستره، لن يشعر ب" المواطنة" طالما عاجز عن مواجهة متطلبات المعيشة، وطالما يشهد كل يوم غول الفساد ينهش جسد الوطن، لن يصدق أحد الحديث عن "المواطنة" طالما يجد المحسوبية هى الوسيلة التى تحكم فى قضاء الحوائج، لن يصدق أحد الحديث عن "المواطنة"، طالما يجد انتخابات يتم تزويرها أمام عينه، ويفاجأ فى نفس الوقت بأن الحزب الذى قاد التزوير يقسم بأغلظ الأيمان بأنه الانتخابات تمت يتم دهسها من الحكومة بالأحذية، ومعها يضيع حق المواطن الذى يلجأ إلى القضاء للفصل بينه وبين الدولة، وحين يكون الحكم لصالحه يجد جبروت الحكومة أمامه.
"المواطنة" الصحيحة هى ثقة المواطن فى أن هناك دستورا صحيحا يحكمه، وليس دستورًا يتم تفصيله لصالح أغراض خبيثة، "المواطنة" الصحيحة هى أن يكون الكل سواء أمام القانون، "المواطنة" الصحيحة هى شعور الأغلبية الساحقة من الشعب المصرى، أنه لا تحكمهم أقلية تستأثر بالجاه والنفوذ والسلطة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة