أكرم القصاص

انتخابات «وشعبها» غايب

السبت، 01 أكتوبر 2011 08:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نحن فى حاجة إلى مفسرين وليس إلى مرشحين، وقبل أن يتنافس السياسيون على المقاعد، عليهم أن يشرحوا للناس ما يجرى، وأن يقدموا حلاً لألغاز القوانين والانتخابات والترشيح ولوغاريتمات المجلس العسكرى.

المجلس العسكرى يفضل العمل منفرداً أو من خلال استشارة ترزية يعقّدون السهل، ويقدمون لوغاريتمات وليست قوانين. والأحزاب تقدم خطابا للجمهور يتناقض مع خطاباتها أمام المجلس العسكرى. والنتيجة متاهة قوانين ومراسيم تزيد التعقيد تعقيداً، ومواقف واعتراضات همها الأول أن يزيد كل حزب نصيبه من المقاعد، وكأنهم يقتسمون تركة صاحبها غائب، مع أن الشعب الذى يتحدثون باسمه هو صاحب الحق الأول والأصيل، المجلس والأحزاب يتعاملان مع المواطنين على أنهم ناقصو الأهلية غير قادرين على تمييز مصالحهم، مع أن التجارب تكشف أن المواطنين يمكنهم التمييز بين الأبيض والأسود.

ملايين المصريين يريدون أن يتفهموا ما يجرى حتى يمكنهم أن يدلوا بآرائهم، حائرون بين المجلس العسكرى والأحزاب، المجلس يفضل الغرف المغلقة ويصر على إنتاج قوانين مسلوقة، لم يتم طرحها على الناس، يقول للناس إنها الأفضل والأصلح، مع أنها قوانين غير مفهومة، والأحزاب تصر على أن القوانين هى الأسوأ.. ولا تقدم بديلاً مفهوماً.

كلا الطرفين يتحدث باسم الشعب دون أن يكلف نفسه ليسأل الشعب عما يريده لمستقبله، لا أحد يحاول أن يشرح القوانين قبل صدورها أو بعدها أو يخصصون من وقت السفسطة جانباً يفهمون فيه الناس ما يجرى.

النظام الانتخابى تم إنتاجه بالطريقة القديمة، ويقود لإنتاج النظام السابق بدون رتوش، ولا يوجد فيها ما يحمى إرادة الناخب قبل الصناديق، حمايتها من البيع والشراء والضغوط، خاصة أن الكثير ممن يتصدرون المشهد ينتمون إلى النظام السابق بالفعل، أو بطريقة التفكير، النظام السابق لم يكن هو فقط الحزب الوطنى، لكنه كان النخبة المالية والإعلامية التى ماتزال تمتلك المال والنفوذ، ويمكنها أن تشترى الأصوات وتستغل فقر الفقراء وضعفهم، لم يفكر أى منهم فى حماية إرادة هؤلاء من السرقة، المجلس يفعّل الطوارئ، ويقاوم تفعيل قوانين العزل لمن أفسدوا ومن سرقوا.

كلا الطرفين «المجلس والأحزاب» يستبعد الشعب من المعادلة حتى لو تحدثوا باسمه.

سواء اعترفت الأحزاب أم لا فإن القوانين التى صدرت نتاج لمطالبها، وحواراتها مع المجلس العسكرى، هم الآن يعترضون على «المادة الخامسة» التى تمنع على المرشح الفردى الانضمام للأحزاب بعد فوزه، مع أن الأحزاب كانت تشكو من توظيف الوطنى المنحل للعبة ضم المستقلين.. الآن يعترضون على مادة كانت من بين مطالبهم.

لقد ضاعت شهور بين عناد المجلس العسكرى وإصراره على العمل فى الغرف المظلمة، والأحزاب والسياسيين والانتهازيين الذين استهلكوا الوقت فى مناقشات بيزنطية.. هى قوانين وانتخابات.. والشعب مستبعد من المعادلة، مع أنه صاحب الحق.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة